التبريس.
تشهد مدينة الجديدة هذه الأيام تنظيم مهرجان الضحك في دورته السابعة بمسرح محمد سعيد عفيفي، فتتعدد الأسامي للمهراجانات و الغاية واحدة في نفس يعقوب، فكيف لا و أصبحت مدينة الجديدة بقرة حلوب لمن يعشق نغم الآلة كانت ملحونا غرناطيا أو أندلسيا قادما من بلاد فاس بشكل خاص، أو كانت جوهرة لحناجر مطربة بشكل عام، أو في خلق أزمة للسير و الجولان بسبب رالي السيارات وسط المدينة بشكل نوعي في المضمون على حد عزمهم.
مهرجان الضحك على الجديدة، نعم يضحكون على الجديدة، يوهمون ساكنتها بالمتعة و الفرجة للترويح عن النفس، و نسيان معاناة يومية مع حفر مثناترة هنا و هنالك، معاناة مع إدارات ذات عقول حجرية، فكل إناء بمائه ينضح، و بيوت كلها من زجاج، و لعبة هي من تحت الطاولة تدار بمقاهي ليلية لا يلجها شرفاء المدينة.
فلكي تستمتع بمشاهدة مسرحية من أنشطة مهرجان الضحك على الجديدة، لابد من تأدية ثمن تذكرة لشخصين ب120درهم، مع العلم ان نشاط مدعم من طرف مؤسسات عمومية، كالجماعة الحضرية سواء بتوفير المسرح أو بدعم مادي مهم، في إطار إتفاقية شراكة بينها و بين الجمعية المنظمة، صودق عليها السنة المنصرمة حيث تتعهد الجماعة بدعم المهرجان ب10 ملايين سنتيم، هي من جيوب المواطنين الذين تطالبهم الجماعة في نفس الان بأداء الضريبة الجماعية بإشهارات بالشوارع الكبرى للمدينة، نعم قد نكون نعيش في زمن المتناقضات، حيث يكون العبث هو العنوان الأبرز عند قراءة واقع مر.
و ما يثير الصدمة أكثر بإيقاف صحافي عضو بالإتحاد العربي للصحافة و منعه من دخول الأمسية الافتتاحية للمهرجان، بدعوى وجوب تصريح من طرف إدارة المهرجان بنفسها، لكي تتخير من هو الأنسب لتغطية نشاط مقام بمعلمة عمومية غير خاصة بإدارة أو شخص، لكن المسؤولين شاءوا فكانت مشيئتهم، في إنتظار مشيئة مسؤول جديد قادم لا محالة، أو كما يقول المغاربة بالعامية دوام الحال من المحال.
المصدر: التبريس: حمزة رويجع