التبريس.
لا حديث لساكنة المدينة في هذه الأيام، سوى عن هزالة الخدمات وضعفها التي يقدمها المستوصف الحضري الصحي بئرنزران بالحسيمة، وحسب ما أكده شهود عيان من المرضى فإن الطبيب المكلف، يغادر المستوصف بحلول منتصف نهار كل يوم، وفور حلوله للعمل لا يفرد زيارة خاصة لكل مريض على حدة، بل يقوم بحشرهم دفعة واحدة في أفواج تتعدى الخمسة مريضا، كما يقوم بسؤالهم فقط دون فحصهم، وبعدها يحرير لهم وصفات لأدوية عادة ما تكون غير مجدية حسب تصريحات المرضى.
وفور ما يتأكد الطبيب، على أن صبيب الوافدين على المستوصف قد خف، حتى يغادر مقر العمل تاركا المرضى يواجهون مصيرهم لوحدهم، وغير آبه بشأنهم.
نفس الوضعية تعيشها عيادة طب الأسنان، بجوار مستوصف بئرنزران، التي توقف خدماتها بحلول الساعة الواحدة زوال، والسبب تحكي ممرضة هناك، عادة ما تقوم بمهمة اقتلاع الأسنان، أن الأدوات المستعملة، تحتاج لتعقيم عادة ما يتطلب ساعات، وهو الدافع وراء توقف الطبيب(ة) عن عملها.
ومهما تكون المبررات والظروف فإن غالبية الشكايات التي حملها الوافدون على المستوصف المذكور، للموقع تفيد بوجود استهتار كبير بصحة المرضى، وغياب الضمير المهني، حيث أن الأطر الطبية العاملة بالأماكن المشار إليها عادة ما تغادر مقر عملها منتصف نهار كل يوم تاركين الباب مفتوحا على مصراعيه للمرضى لاستشارة الأسوار والكراسي، وذلك في زمن الوردي الذي يتغنى بكرة وأصيلا بتحسين خدمات ولوج المرضي للمراكز الصحية والاستشفائية.ǃ
المصدر: حسن الغلبزوري: التبريس.