التبريس.
منظر بشع ذلك الذي تسببت فيه نفايات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تازة الحسيمة تاونات، التي عملت على تشويه قلب المنتزه الوطني للحسيمة، وبالضبط غابة “حريرت”، التي غطتها أوراق وملفات إدارية تعود للأكاديمية، والتي كست مساحة مهمة من المحمية، علاوة على تطايرها بعد أن حملتها الرياح لتظل عالقة فوق الأشجار والغطاء النباتي، متسببة بذلك في تغيير المعامل الجمالية لتراث بيئي كان من المفروض والواجب على الأكاديمية أن تحافظ عليه من عبث العابثين.
الغريب يعلق أحد أبناء المنطقة أن أكاديمية جهة الحسيمة للتربية والتكوين، تعمل على التخلص من أوراقها المهملة، وكذلك مخلفات بعض الأشغال بفضاء هذه المحمية الطبيعية، تاركة الحبل على الشارد، في تحمل أعباء ما تسببه سياستها تلك في تلويث العباد والطبيعة، بحيث كان المفروض على هذه الجهة التربوية أن تدبر نفاياتها من الأوراق والملفات بشكل إيجابي وبيئي، لإعطاء القدوة للآخرين، وأضاف ماذا ستقول المصالح الادارية الأخرى والمقاولات والشركات التي تدخل خلسة للمحمية للتخلص من نفايتها، عندما ستلاحظ وتسجل وجود نفايات الأكاديمة التي من الفروض أن تغرس قيم الحفاظ على الطبيعة في أوساط الناشئة، وهي تسبح في فضاء المنتزه بدون رادع، معلقا أنه من الضحك القول أن جهة تربوية مسؤولة على تلويث فضاء محمية طبيعية في المغرب، دون أن يدركها العقاب ويطالها القانون.
وقال آخر ” أن الفقيه لكنتسناو باركتو، ادخل لجامع ببلغتو “، في إشارة لأكاديمية الحسيمة للتربية والتكوين، التي من المفروض أن تراقب الشركات أو المقاولات التي تدبر أشغالها ونفاياتها، وتنظر مدى احترامها للبيئة والقانون الجاري به العمل، وأضاف أنه مهما كان من ألقى تلك الأزبال سواء شركة أو مقاولة، فإن آثار الجريمة تحمل توقيع الأكاديمية وأقسامها، حيث النفايات التي تم التخلص منها بفضاء هذه المحمية، تحمل خواتم هذه الادارة، وتوقيعات مسؤوليها وإمضاءاتهم بل وحتى بعض المراسلات السرية المتعلقة بأقسام الامتحانات ظلت عالقة فوق أشجار المحمية وعلى غطائها النباتي.
كما تخلصت الأكاديمية هناك كذلك على مواد تتشكل من بقايا الألمنيوم، وبعض الطاولات القديمة، ومواد أخرى تتشكل من البلاستيك في استهتار واضح بجميع القوانين، وفي فضيحة بيئية يندى لها الجبين.
مرة أخرى تضرب أكاديمية الحسيمة، المثل للناشئة في حماية الطبيعة والبيئة، من عبث المخربين، فبدل أن تسهر هذه الجهة على السهر على غرس القيم النبيلة في المجتمع، فإنها على العكس بتاتا أثبتت أن هذه الادارة تعاكس حتى التوجهات التي ترسمها وزارتها، وأصبحت بذلك عبارة عن إطار مادي بدون أي محتوى تربوي وأخلاقي، همه هو تدبير الصفقات وبناء الحجرات، والتخلص من النفايات في قلب المحمية الطبيعية للمنتزه الوطني للحسيمة. فتأملǃǃǃ.
المصدر: خالد الزيتوني: التبريس