تفاصيل حصار دركيين متهمين بابتزاز امرأة بقبيلة بني زروال

ألتبريس.

قاد الطمع دركيين يعملان بمركز اساكن التابع لإقليم الحسيمة، للبحث عن ضحاياهم من الفلاحين ممن يحترفون زراعة الكيف خارج نفوذ عملهما واختصاصهما الترابي، بأن قادتهم سيارة خفيفة من نوع رونو 19 كانا على متنها لقبيلة بني زروال لاصطياد ضحاياهما من الفلاحين ممن يقومون بجمع محصولهم من الكيف، غير أن المثل الشهير الذي يقول “ليس كل مرة تسلم الجرة” انطبق على حالة هذان العنصرين اللذين وقعا في شر أعمالهما بعد محاولتهما ابتزاز امرأة فلاحة وسلبها ما قدره 10 آلاف درهم نظير عدم اعتقالها بتهمة زراعة القنب الهندي.

الحكاية كما يرويها لجريدة “الأحداث المغربية ” رجل سلطة لم يشأ الكشف عن هويته، ابتدأت حوالي الساعة الثانية زوالا من يوم الثلاثاء الذي يوافق 11 غشت الجاري، عندما قاما العنصران اللذان قدما من مركز اساكن التابع لإقليم الحسيمة، بالدخول لإقليم تاونات، والضبط ل”أربعاء لمشاع”، بدوار “تنزا” التابع لجماعة الرتبة دائرة غفساي بإقليم تاونات، حيث قاما بضبط امرأة عاملة في الفلاحة، وهي تحمل على ظهرها محصول “سبولة الكيف” في طريقها لمنزلها، قبل أن يعترضا طريقها، ويكشفا لها عن هويتهما التي لم يكن يخفيها لباسهما الرسمي، وخيروها بين مرارة الاعتقال وشر توابعه، أو أن تدفع لهما رشوة مالية قدرها مليون سنتيم، لتختار هذه الفلاحة المغلوب على أمرها الحل الأخير، مستسلمة لرغبتهما الملحة في حصولهما على القدر المتفق عليه مقابل إخلاء سبيلها، ولما كانت هذه الفلاحة العائدة للتو من حقلها والغلة محملة على ظهرها، لا تحمل معها الأموال المطلوبة فقد قامت باصطحابهما لمنزلها وتسليمهما على مضض ما اتفق عليه، وكلها حسرة أن لا تجد ما تنفق في قادم الأيام، مما جعلها ومباشرة بعد اختفائهما عن الأنظار ومغادرتهما لمحيط منزلها تهرول باتجاه مسجد دوار “تنزا” وتخبر معشر الدوار بما حمله لها ذلك اليوم وقصتها مع عنصري الدرك، وغنيمتهما التي لم تكن سوى ما منحته لهما من رشوة لإخلاء سبيلها، وهو ما انبهر له الحضور، واجتمع للتداول بشأنه شيوخ الدوار الذين كان قرارهم هو إصدار فتوى من مئذنة مسجد الدوار تقضي بتوقيفهما ومحاصرتهما لغاية التدقيق في أمرهما المريب الذي قدما بشأنه للدوار ودفعهما لشن غارتهما الخطيرة على هذه المرأة الفلاحة المسكينة.

ومباشرة بعد أن أذن أحد أبناء الدوار مخبرا عموم الفلاحين بما وقع حتى التأم كل أهل “تنزا” في مسيرة طوقت الدركيين وجعلتهما يقعان في ما لم يكن بحسبانهما من “فضيحة ” ثقيلة، جعلتهما في قبضة الساكنة التي أرغمتهما على الوقوف وإعادة ما قاما بسلبه من مال لتلك المرأة والذي هو عبارة عن مبلغ مالي قدره مليون سنتيم، غير أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل بعد أن تأكد لأهل بني زروال أحد أكبر قبائل إقليم تاونات، أن ما قام به هذان من ابتزاز يعد عملا إجراميا، وأن هذه المنطقة توجد خارج مناطق عملهما الترابي، بحكم انتمائهما لمركز اساكن التابع للحسيمة، وما عزز شكوك السكان وزاد من ريبتهم عثورهم داخل سيارة الدركيين التي كانا يقلانها على أسلحة بيضاء على شكل “مديات” كبيرة وسيوف، ولوحات مزورة، وكذلك علامات التشوير التي يضعها عناصر الأمن بالحواجز الطرقية، ما دفعهم لمحاصرتهما والمطالبة باعتقالهما بما اقترفاه من جرم مشهود.

ولم تتمكن كل المساعي من تحرير الدركيين من حصار آهالي دوار “تنزا” بقبيلة بني زروال، رغم حضور قائد سرية تارجيست للدرك الملكي، وعناصر السلطة بجماعة كتامة وأحد البرلمانيين عن إقليم الحسيمة، وظلت مطالبهم قائمة بشأن محاسبة هؤلاء عما اقترفاه من جرم في حق المرأة وابتزاز مزارعي الكيف، وكذا ما تم ضبطه بحوزتهما من أدوات حادة إجرامية تستعمل لترويع المواطنين، ولحدود حلول ليلة أمس كان الجميع ينتظر حضور القائد الجهوي للدرك بالحسيمة، للحسم في أمر هذه الفضيحة، التي سارت بذكرها الركبان لحظات بعد وقوعها بقبيلة بني زروال.

خالد الزيتوني: عن الأحداث المغربية