ألتبريس.
أكدت مصادر مطلعة ل”الأحداث المغربية” أن الطريق الوطنية رقم 2، التي تربط وجدة بطنجة مقطوعة بالمقطع الطرقي الذي يربط باب برد بإقليم الشاون، ومركز اساكن التابع لإقليم الحسيمة، وذلك بسبب تساقط الثلوج التي تجاوز طولها 30 سنتمترا، وذلك منذ ليلة أمس، حيث ظلت الحافلات والسيارات والشاحنات، عالقة وعاجزة على المرور، فيما اختار بعضها رجوع القهقرى، والعودة نحو نقطة الانطلاق، مخافة استفحال وضعية الطريق بفعل تساقط الثلوج الكثيفة، بالمناطق الجبلية لشمال المغرب .
وكانت نشرة وطنية للأرصاد الجوية قد أخبرت برداءة الأحوال الجوية بمناطق عدة بشمال المغرب ووسطه والتي ستستمر للإثنين المقبل، ونبهت لضرورة إرجاء السفر لهذه المناطق لما بعد نهاية الأسبوع، التي ستعرف تساقط كميات من الأمطار تتجاوز 80 ملم، وثلوج بالمناطق الجبلية التي يتعدى ارتفاعها 1500 متر.
ولازالت العديد من الدواوير والجماعات الجبلية بإقليم الحسيمة محاصرة بسبب الثلوج، كما أن مشاكل الساكنة أصبحت تطفوا على السطح خاصة بعد أن بدأت مدخراتهم ومؤنهم تنفذ يوما بعد آخر، وعجز أرباب الأسر على تحصيل ما يحتاجونه في معيشتهم اليومية بسبب غياب وسائل التنقل التي توقفت عن آخرها، وذلك بعد أن غمرت الثلوج كل الممرات والمسالك، يعلق أحد المواطنين على هذا الواقع بقوله: ” أن صبر السكان المحاصرون بالثلوج أصبح ينفذ، بنفاذ احتياطاتهم من الغذاء “، ويضيف آخر ” أن السلطات لم تحرك ساكنا على الأقل لإعادة شق بعد المسالك القروية لربط السكان في القرى والمداشر البعيدة بالمراكز الحضرية”، ومع استمرار موجة البرد والصقيع بالمنطقة، والتي تصل أعلى مستوياتها خلال فترة الليل، لازال سكان شقران، باب برد، اساكن، تبرانت، بني أحمد، يعانون الأمرين بسبب قلة حطب التدفئة، وضعف المستوى المعيشي للفلاحين الفقراء، الذين يشتكون من قلة الأغطية، والأفرشة، وكذلك نفاد بعض المواد الغذائية الأساسية، وعبر العديد من المواطنين للجريدة أن السكان لم يعد لهم من بديل آخر سوى النزوح نحو المراكز وذلك بالمخاطرة بأرواحهم، في سبيل جلب ما يحتاجونه، وذلك أمام غياب أية التفاتة من جهة المعنيين لإغاثة السكان المحاصرين وسط الثلوج، مصادر أخرى تحدثت ل« الأحداث المغربية »، عن محدودية التدخل الذي تباشره الدولة لإزالة الثلوج عن الطرق المقطوعة، خاصة وأن العملية تتطلب توفير العديد من الآليات والشاحنات لفك الحصار الذي ضربته الثلوج عن الساكنة، ورغم إعلان الحكومة إرسال مساعدات إنسانية لبعض المناطق الجبلية المتضررة من موجة الثلج، فإن مناطق الريف الجبلية ظلت معزولة وبدون أدى مساعدة، حيث يؤكد العديد من الفلاحين على أن مصدر عيشهم الوحيد المتمثل في الفلاحة، أصبح الآن تحت رحمة الثلوج التي غمرت الأراضي، وأتلفت المحاصيل الزراعية المعاشية، للفلاحين البسطاء، الذين ينتظرون على أحر من الجمر التفاتة من الحكومة، لفك الحصار عنهم، وتسخير الآليات لشق الطرق المقطوعة، وكذلك توفير المساعدات الإنسانية خاصة للأطفال، النساء، والشيوخ، الذين أصبحوا لا يبرحون بيوتهم إلا للضرورة القصوى بسبب البرد والثلوج التي كادت أن تغمر كل بيوتهم القديمة.
ويتساءل العديد من الفلاحين عن دور الدولة في دعم الفلاحين في المداشر الجبلية البعيدة، خاصة بجماعة شقران، التي تجاوز فيها علو الثلوج 40 سنتيمترا، وأصبحت كل المزروعات والأشجار المثمرة عرضة للأضرار والتلف، فيما تحدث العديد من الفلاحين للجريدة عن الغياب الشبه التام للأطر الطبية والشبه الطبية بالمراكز الصحية، وذلك منذ بداية تساقط الثلوج، وذلك بسبب غياب شروط العمل وعدم توفر ذات المراكز على أبسط شروط الاستقرار، ومن جهة أخرى يعاني العديد من السكان القابعين في الجبال من قلة وغياب حطب التدفئة، حيث يضطر الأطفال والنساء والشيوخ إلى قطع مسافات بعيدة وسط الثلوج للحصول على قطع الخشب من الغابة، كما اشتكى العديد من الفلاحين للجريدة من اندثار مراعي الماشية وقلة العلف، كما أن العديد منهم قام ببيع قطيعه من المعز بأثمان متواضعة، بسبب ارتفاع موجات البرد وقلة المراعي.
خالد الزيتوني.