ألتبريس.
بدأت الهزات المتعاقبة التي تضرب الريف بين الفينة والأخرى تراكم موجات الخوف والهلع لا سيما بعد أن سجلت أمس الأربعاء هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 5,1 على سلم ريشتر في حدود الساعة الرابعة وسبعة وعشرين دقيقة بعد الظهر، في ظل صمت رسمي لا يمكن الاستعاضة عنه بالمتابعة الإعلامية الرسمية اللصيقة لإعلان حدوث الهزات .
إن الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالحسيمة، وبعيدا عن أي تضخيم أو تحميل تبعات حركات زلزالية طبيعية لأي طرف، فإنها تستشعر بقلق بالغ سيادة جو كئيب يخيم في صمت على ساكنة الريف التي تواجه ببخل سياسي ومادي من طرف الدولة والسلطات العمومية التي عز عليها توزيع الخيام وتقديم المساعدات المعنوية والنفسية لا سيما للأطفال الذين استبد بهم الخوف والهلع لدرجة أنهم يهرولون من المدارس كلما أحسوا بهزات أرضية ناهيك عما يعانونه في عز الليل تحت أطنان من الإسمنت المسلح.
إن كرامة الانسان وأمانه وحقه في الحياة والطمأنينة هي قضايا سامية لا تواجه ببخل مادي وسياسة الترقب التي تنهجها السلطات العمومية مع ما يرافقها من إشاعات تزيد في تعميق واقع التهميش والحكرة التي وصلت مستويات لا يمكن قبولها أبدا، ولذلك فإن فرع الجمعية يطالب من الدولة المغربية بالتدخل من أجل نشر الطمأنينة وسط الساكنة ليس بالخطابات الكاذبة بل بالإجراءات العملية والفورية وعلى رأسها:
– تخصيص أماكن وتهيئة ساحات، إن كان هناك ما زال من مجال لم تنهشه الوحوش العقارية، وتنصيب خيام لمن عجز على تحمل واقع الزلزال، على الأقل في هذه اللحظة الحرجة التي تتعاقب فيها الهزات الأرضية، مع إرفاقها بنظام ومساعدة من المجتمع المدني وكافة المتدخلين وعلى رأسهم المنتخبين.
– تقديم توضيحات مستمرة حول الاستعدادات التي وفرتها الدولة في مواجهة الكوارث، وتعبئة المواطنين والمواطنات على استراتيجية مواجهة الزلازل والتكيف مع واقع أصبح حتميا بالنظر لتموقع الريف جغرافيا في خريطة زلزالية نشطة.
– اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسيس الساكنة بكون الجميع معنيا بمواجهة هذا الكابوس الذي يخيم على المنطقة، كل من موقعه، مع استحضار أن المنطقة مرت بزلازل مماثلة لعل أعنفها ذلك الذي ضرب الحسيمة سنة 2004 حصد أزيد من 600 ضحية، استحضارا، تقصد به الجمعية التذكير بأهمية عدم تكرار أخطاء الماضي والتصرف بمروءة وشجاعة في مواجهة واقع يتطلب من كافة المواطنين التسلح بحس انساني تضامني فيما بينهم.
– إن فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان يعتبر أن تدبير السلطات للأزمة التي تتخبط فيها المنطقة ينم عن عدم الاكتراث بجدية ما يقاسيه المواطنين يوميا لدرجة أن عدد كبير منهم ودّع النوم ويعيشون على حالة الانتظار القاتلة بسبب تعاقب الهزات الأرضية.
– إن فرع الجمعية وكافة الحقوقيين لا ينأون بأنفسهم بعيدا عن المسؤولية بل مستعدون للانخراط الإيجابي في المبادرات الكفيلة بتحسيس الرأي العام وتقديم كل العون والمساعدة من أجل التخفيف عن المواطنين من وطأة الزلازل ، ولهم ما يقولون ويقترحون إذا عجزت السلطات عن القيام بالواجب المنوط بها في ظرفية حساسة يتراكم فيها كل أشكال الغضب وهم يجدون أنفسهم في مواجهة عزلاء مع كارثة نفسية حلت بالمنطقة وهم يستشعرون بكل غبن متوالية التهميش والحكرة وهي تطالهم من جديد.
مكتب الفرع.