تفشت مظاهر احتلال الملك العمومي بمدينة الناظور، حتى صارت القاعدة السائدة في الشوارع والفضاءات المفتوحة في وجه المواطنين، أن يجبر السكان على التطبيع مع التسيب الحاصل في استغلال الملك العمومي دون موجب قانوني، فيما يبدو أن السلطات المحلية اختارت بدورها التخلي عن واجبها وممارسة حياد سلبي تجاه هذه الظاهرة. كان من تجليات ذلك، أن حولت الفوضى العارمة التي تجتاح الشوارع والمساحات العمومية بالمدينة كثيرا منها إلى أسواق مفتوحة لعرض مختلف السلع والبضائع، مع ما يصاحب ذلك من مصادمات لا تنتهي بين الباعة أنفسهم أوبينهم ومستعملي الطرق أوزبنائهم، فيما على السكان المجاورين أن يتحملوا على مضض حركة صخب وضوضاء يومية تتخللها شجارات وكلام ناب ونهيق الحمير وصهيل الخيول وروائح مخلفات الباعة من السمك والأزبال التي تتراكم على مقربة من شرفات أوأبواب منازلهم، ما يتسبب في إزعاجهم وإقلاق راحتهم. منظر عربات الباعة المتجولين المجرورة والدرجات الهوائية، والفراشات العشوائية يصبح تدريجيا مألوفا على طول الشوارع الرئيسية. وتتعمق الظاهرة أكثر بساحة مسجد للامينة وسوق لعري الشيخ، إذ يمكن للمرء أن يصادف كل ما يحتاجه من خضر طازجة وفواكه وسمك، وسلعا مهربة.
ألتبريس.