في سياق الحركة الدؤوبة التي تقوم بها الشبكة الديمقراطية لكوب 22 من أجل تنظيم لقاءات في مختلف مناطق المغرب للاعداد لمرافعة قوية في مواجهة تحديات كوب 22، نظمت مائدة مستديرة بالحسيمة بمركب ميرامار ابتداء من الساعة السادسة مساء إلى غاية التاسعة والنصف حضرها أطر الشبكة يتقدمهم منسقها المناضل عبد السلام أديب ومجموعة من الجمعيات البيئية والحقوقية وعدد من المناضلين والمناضلات من مختلف التخصصات والمشارب الفكرية والسياسية بالحسيمة .
كان عبد السلام أديب منحدر من أجدير وابن مناضل معروف في جيش التحرير ، أول المتدخلين في الموضوع قدم تحقيبا تاريخيا لمسار أنماط الإنتاج الاجتماعي وتناقضاته
قدمت في الندوة ستة عروض علمية وفكرية بلورت نقاشا رفيع المستوى حول الانشغالات الكبرى للمخاطر المحدقة بالبيئة وتعرضت للموضوع من زوايا مختلفة: السياسية والفلسفية والإجرائية فضلا عن عرض تجارب بعينها وحالات حارقة في عدد من المناطق.
كان عبد السلام أديب منحدر من أجدير وابن مناضل معروف في جيش التحرير ، أول المتدخلين في الموضوع قدم تحقيبا تاريخيا لمسار أنماط الإنتاج الاجتماعية وتناقضاته مستدلا كيف انهارت أنظمة لتحل محلها أنظمة أخرى مستدلا بالتصور الماركسي الذي يبين كيف أنه عندما يحدث تناقض حاد بين قوى الإنتاج وعلاقاتها الإنتاج يبدأ انهيار النظام برمته ، وقدم المبادئ الأولية للمناخ وقال ” في الحقيقة الطبيعة لا تتدمر بل كلما تعرضت للتدمير تعيد بناء ذاتها بل الذي يتدمر هو المجال الحيوي” وقدم تفاصيل دقيقة حول الموضوع، قبل أن يعود في ختام مداخلته إلى الكشف عن مستوى الاستغلال المكثف الذي يؤدي بالعالم إلى الانتحار ، وهذا هو الهاجس الذي يحكم الشبكة من وراء خلق هذه المناقشات الحامية وسط المجتمع المدني من أجل استجماع أسس المرافعة التي تريد الشبكة عرضها في فعاليات كوب 22 . وكشف أديب عن استراتيجية الشبكة من وراء تحركها الحثيث، وقال أنه اكتشفوا حالات خطيرة للاعتداء على البيئة من طرف شركات لا تحترم المعايير، وعاد أديب للتذكير بفضيحة الأزبال الإيطالية وأكد أن المغرب أخذ 181 مليون أورو لاستقبال نفايات لحرق مواد سامة على تراب المغرب ، وقال أن الشبكة ستقوم بتقديم تقرير دقيق حول النقط السوداء للأوضاع البيئية بالمغرب ستعرض في كوب 22 وأضاف أنه بصدد التهييء لمعسكر بالقنيطرة من أجل جمع عدد من الشبكات وتقديم خلاصات دقيقة عن مجمل اللقاءات التي عقدتها الشبكة، علما أن مشاركة الشبكة، يضيف أديب ،معلقة لحد الآن نظرا لكون اليازمي يطلب منها تغيير الأرضية وهو ما رفضه بحزم منسق الشبكة.
عروض أخرى ساهمت في تقديم اضاءات حول الأوضاع البيئية بالحسيمة، من جانبه وقف الأستاذ محمد الأندلسي جمعية أزير لحماية البيئة ، حول ثلاث نقاط أساسية كمؤشرات للتغيرات المناخية بالريف تتعلق بتراجع الغابات وسيادة ظاهرة توحل السد وانجراف خطير للاتربة وقال ان الريف يشهد أكبر عملية انجراف في العالم.
ومن جانبه وضع عبد الواحد قيقاي اليد على طرق الصيد المتوحشة التي تساهم في تراجع التنوع الايكولوجي وطرح توترا قائما بين الحاجة إلى التنمية ومتطلبات حماية البيئة وكشف عن طبيعة مشاركة جمعيته أجير في فعاليات كوب 22 من خلال التحسيس بمخاطر البيئة..
خالد الزيتوني باعتباره أحد المهتمين بالبيئة وهو مدير موقع ألتبريس وسبق أن شارك في عدد من الإطارات البيئية واللجان المختصة في الميدان، وقف عند ظاهرة خطيرة تتعلق بتناقص الموارد الطبيعية ووضع اليد على تناقص مروع للغابات وما ينتج عن ذلك من انجراف التربة والتوحل وكذا سيادة أنماط الصيد غير منسجمة مع المعايير القانونية وهو ما يساهم في تدمير البيئة.
من جهته قدم أحد حسن بوحميدي وهو أستاذ للفلسفة بمدينة زايو عن تاريخ التوتر بين الطبيعة الانسان وكشف من الزاوية الفلسفية كيف انتقل الانسان في علاقاته من اعتبار الطبيعة كمجال للسعادة قبل أن تتحول على يد النظام الرأسمالي إلى أكبر شبح يتهدد حياة الانسان فوق الكوكب.
المداخلة السادسة كانت للأستاذ المختار بنرضوان الذي قدم عرضا بالصوت والصورة حول ظاهرة الاحتباس الحراري وآثاره على البيئة والمجال الحيوي وقدم في سياق ذلك الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمحاربة التلوث البيئي مستحضرا أن الدول الملوثة هي التي ترفض الانصياع لهذه الاتفاقيات، وقدم في سياق ذلك مظاهر خطيرة لتناقص الموارد الطبيعية وتأثيراتها على الصحة وحياة الانسان وعزز مداخلته بصور معبرة عن حالة الخطورة المحدقة بكوكب الأرض..
متابعات.