ويضطر غالبيتهم إلى المرور مع السيارات والشاحنات للتنقل، وتكون محنة الأمهات والأطفال الصغار مضاعفة حيث يرغمون على المشي في الشوارع بعد أن يجدوا الأرصفة غاصة بكراسي المقاهي
ومعروضات أرباب المحلات التجارية، وذلك رغم الشعارات الشكلية التي تتبجح بها البلدية الخاصة باحترام رصيف المارة، حيث تبدوا الأخيرة أول المنتهكين لحقوق المواطنين في الترخيص لبعض المحظوظين من التجار ببسط كراسيهم بالرصيف العمومي، في حين يكون مصير البسطاء من الفراشة حجز بضائعهم في أمر أشبه بالكيل بمكيالين.
وينطبق شعار الرصيف للتجار والشوارع للراجلين على مدينة امزورن الغارقة منذ مدة في الفوضى والتسيب، بسبب احتلال كل أرصفتها وشوارعها الرئيسية وساحاتها من طرف التجار وأصحاب المقاهي والباعة المتجولين والفراشة، فساحة 24 فبراير ومحيطها أصبحا محتلين من أصحاب المقاهي، كما تحولت ذات الساحة ل”جوطية” كبيرة لعرض معروضات الباعة المتجولين الذين يمارسون تجارتهم العشوائية داخل المدينة، والغريب العجيب في كل هذا أن المارة والراجلين بالمدار الحضري لإمزورن أصبحوا يتقاسمون الشوارع مع السيارات وذلك بعد أن احتلت الأرصفة، في ما تقف السلطات المحلية والبلدية موقفا سلبيا إزاء كل هذه الفوضى العارمة خاصة مع حلول موسم الصيف التي تصل فيه المدينة إلى الذروة في السير والجولان، ويتساءل المواطنون عن موقع المسؤولين وعلى رأسهم رئيس البلدية والسلطات المحلية والإقليمية من كل هذه الفوضى والتسيب.
ويطالب المواطنون بإمزورن من المسؤولين على المستوى المحلي والإقليمي التدخل بشكل عاجل لإنقاذهم من هذه الفوضى وتنظيم المدينة التي كانت إلى وقت قريب مثالا في التنظيم والاستقرار وانتشالها من سياسة اللامبالاة المنتهجة، وذلك لوضع حد لمعاناتهم المتعددة الألوان، كما استنكر مجموعة من المواطنين بمدينة امزورن ما أسموه بالفوضى العارمة التي تعرفها جل أرصفة الشوارع الرئيسية والساحات العمومية نتيجة احتلالها من طرف الباعة المتجولين وأرباب المقاهي في غياب تام لأية مراقبة أو تدخل من طرف السلطة المحلية والمجلس البلدي لإعادتها لوضعيتها الطبيعية، وعبر المواطنون في اتصال لهم بجريدة ” الأحداث المغربية ” عن استيائهم من ظاهرة احتلال الملك العمومي مؤكدين أن السلطات ومعها المجلس البلدي تجاهلت دورها في الحفاظ على النظام العام و توفير الأمن و السكينة للمواطنين، وأضافوا أن مدينة امزورن أضحت تعيش على إيقاع الفوضى والتسيب بعد احتلال الساحتين العموميتين من طرف التجار المتجولين بالنسبة للأولى، في حين أن الساحة الثانية الجديدة والتي كانت إلى وقت قريب المتنفس الوحيد التي يؤمها ساكنة المدينة من العجزة والأطفال والنساء للترويح عن أنفسهم أصبحت الآن في خبر الماضي بعد احتلالها من طرف أصحاب المقاهي المحاذين للساحة العمومية الكائنة وسط المدينة وذلك بدون أي سند قانوني يمنحهم الحق في استغلالها حسب تعبير السكان المتضررين.
و تساءل المشتكون الذين يتشكل معظمهم من النسيج المدني عن جدوى شعارات المجلس البلدي لامزورن والتي تحمل عنوان ” الرصيف للراجلين ” وذلك في ظل الفوضى واللامبالاة التي تغرق فيها المدينة التي تعرف احتلالا شبه كلي لشوارعها وساحاتها العمومية، وذلك على تعاقب الفصول والشهور، وفي الوقت الذي يقف فيه المجلس مشلولا أمام هذه الفوضى العارمة، في ما أكد مواطنون آخرون أن مقربون من أعضاء المجلس البلدي لإمزورن ممن يمتلكون مقاهي وسط ذات المدينة يقومون ببسط كراسيهم وبضائعهم بالساحات والأرصفة العمومية في تحد صارخ لكل القوانين، رافضين كل المبادرات التي تهدف لتصحيح الأمور وإعادتها إلى سابق عهدها.