خالد الزيتوني.
لازال معظم المواطنين يقضون ليالي بيضاء وذلك منذ ليلة الاثنين – الثلاثاء 8 – 9 أكتوبر 2012، حين سارعت السلطة المحلية والقوات الأمنية ورجال الوقاية المدنية يتقدمهم والي الجهة محمد الحافي ورئيسة المجلس البلدي للحسيمة فاطمة السعدي، بإجلاء بعض الأسر المهددة دورها بالسقوط بعد أن أصبحت أساساتها مصابة بانكسارات. كما لازال شارع سيدي إيفني بحي باريو منطقة مطوقة بالمتاريس ورجال الأمن بعد أن تحركت الأرض من تحت المنازل محدثة حفر عميقة أسفلها، ما يبين أنها بنيت بمنطقة هشة وفارغة.
وكان شارع سيدي إيفني قد عرف سلسلة من التصدعات والانكسارات الباطنية في التربة لازالت مستمرة ونشيطة، وذلك خلال سنة 1986 – 1987، وأسفرت هذه العملية الطبيعية وقتها عن سقوط خمسة منازل سكنية بالشارع ذاته، وهو الأمر الذي أدى بالسلطات إلى إجلاء بعض ساكنة شارع سيدي إيفني، بعد أن اتضح أن دورهم السكنية مبنية على تربة هشة وممنوعة البناء حيث أكدت المصادر ذاتها أن المكان نفسه كان عبارة عن وادي كبير يتوسط حي سيدي عابد، وذلك قبل أن تلجأ العديد من الأسر الاستقرار بالمكان ذاته.
مصدر موثوق من ولاية جهة تازة – الحسيمة – تاونات، أكد في تصريح خص به جريدة « الأحداث المغربية »، أن تسربات مائية في قنوات وأنابيب الماء الصالح للشرب هي التي أدت إلى حدوث انهيارات باطنية في التربة، وأضاف المصدر ذاته أن العديد من السيول المائية كانت تشق طريقها في التربة الباطنية الهشة لشارع سيدي إيفنى، وذلك بفعل الأعطاب واهتراء قنوات المياه، وهو ما أدى لتصدع جدران وأساسات العديد من المنازل التي تم إخلاؤها من السكان خشية سقوطها.
المختبر العمومي للتجارب والدراسات كان قد حل في وقت سابق بحي باريو لتحديد مصدر وحقيقة الانجرافات في التربة الباطنية التي كادت أن تؤدي لسقوط العديد من المنازل، حيث أكد المسح الأولي الذي تم إجراؤه على المكان ذاته أن الأرضية التي شيدت فوقها المباني لا تحتمل بناء منازل بأزيد من طابق واحد، لأن التربة الباطنية للمكان فارغة وهشة حيث كان الموقع في السابق عبارة صهاريج كبيرة لمعالجة جلود الحيوانات، كما عرف العديد من الانكسارات أدت خلال نهاية الثمانينات لسقوط حوالي 5 منازل.
السلطات الإقليمية ومجلس بلدية الحسيمة وبناء على تقرير المختبر العمومي، سارعا إلى ملء الفراغ الموجود أسفل المنازل التي توشك على السقوط بالتربة، لمنع المزيد من الانهيارات، العديد من الجرافات والآليات التي تم تسخيرها ظلت طيلة ليلة الجمعة 19 أكتوبر الجاري، وهي تعمل بالموقع، حيث تم العثور على العديد من الحفر العميقة أسفل أساسات المنازل، وتطلب ملؤها العديد من الشاحنات المحملة بالأتربة، في ما تعذر ملء حفر أخرى عميقة، ورغم المجهودات المبذولة لطمأنة الساكنة، والتأكيد على أن الأخطار المحدقة بهم قد زالت، فإن جميع التدخلات التي باشرتها السلطات ومصالحها التقنية لم تستطع وضع حد بشكل نهائي لمشكل التصدعات الباطنية التي يعرفها شارع سيدي إيفني، حيث يبقى الحل الأنسب حسب مصادر مطلعة هو هدم المساكن المهددة وتهيئة المكان بالحصى والاسمنت المسلح، وكذا إصلاح قنوات المياه الصالحة للشرب المعطوبة والمهترئة لمنع حدوث المزيد من الانهيارات.