*عبد المالك بوغابة
زحف الإسمنت المسلح على العديد من المناطق المفتوحة والخضراء بغابة السواني – صفيحة الممتدة على حوالي عشرة كيلومترات. وباتت الغابة الواقعة بخليج النكور التي تلعب دورا مهما بالنسبة إلى قاطني المنطقة نفسها في حماية الأراضي الفلاحية من زحف رمال الشاطئ والرياح المشبعة بالملوحة، مهددة بالانقراض بفعل الاجتثاث الذي تعرضت له في السنوات الأخيرة، لإقامة مشاريع سياحية. من جانبها شهدت مدينة الحسيمة تقلص نسبة المساحات الخضراء فيها، ما يؤرق سكان المدينة بعدما تحولت المساحات ذاتها إلى كتل إسمنتية. كما انتشر البناء العشوائي وغير المنظم في أحياء بالمدينة، في الوقت الذي لم تول السلطات المختصة أي أهمية للمساحات الخضراء، لما لها من أهمية على المستوى البيئي. ولم تحترم التجزئات والتعاونيات السكنية إنشاء مساحات خضراء داخل فضاءاتها. ويباشر منعشون عقاريون، أشغال بناء وحدات سكنية بخليج النكور، بل وتم التطاول على المناطق الغابوية لإحداث مشاريع عقارية، ما يخالف مقتضيات القانون رقم 12. 81 المتعلق بالساحل، وتصميم التهيئة السياحية القاضي بإحداث المشاريع السياحية. وأثارت إقامة مشروع سياحي بخليج النكور استياء مهتمين بالشأن السياحي بالمنطقة، مبررين ذلك بكون المنطقة يمنع فيها البناء وتشييع مكعبات إسمنتية. واستنكر المهتمون غياب تدخل من قبل الجهات المسؤولة وجمعيات البيئة، لإيقاف كل الأنشطة التي تمس بالبيئة الغابوية والشاطئية وخرق قانون الساحل بفعل التلوث الذي تسببه، ما يستدعي فتح تحقيق في موضوع الاعتداء على التراث الغابوي بخليج النكور، ودراسة الآثار البيئية على هذا الاستغلال العشوائي الذي يضر بالنظام البيئي للمنطقة.
*رئيس المنتدى المتوسطي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة
الصورة قبل زحف العمران باتجاه الساحل