الفريق صعد إلى الهواة بعد سبع سنوات عجاف في بطولة العصبة
صعد أخيرا فريق هلال الناظور لكرة القدم الذي تأسس نهاية الخمسينيات إلى بطولة القسم الثاني هواة. ونجح الفريق الناظوري في العودة إلى الهواة بعد غياب سبعة مواسم، لعبها في القسم الجهوي الأول الممتاز التابع لعصبة الشرق. وساهم في صعود الفريق مجموعة من اللاعبين الذين أبلوا البلاء الحسن، بغية تحقيق الهدف الذي كان يراود الجمهور العريض لهذا النادي، بعد سلسلة من الإخفاقات كان سببها صراعات بين مجموعة من الأطراف داخل الفريق. ويدخل الفريق مرحلة جديدة من مساره بداية من الموسم الرياضي المقبل، بعد تحقيقه الصعود، إذ سيكون هذا الموسم مليئا بالانتظارات، وبعض العوائق، كما سيكون على المكتب المسير للفريق، الحفاظ على توهج المجموعة بعدما قرر الحفاظ على استقرار الطاقم التقني بقيادة المدرب عبد الحق المازني.
ماض مشرق
يعد فريق هلال الناظور لكرة القدم من الأندية المغربية العريقة التي طبعت الكرة بمنطقة الشرق، ما جعل منه إحدى الدعائم التي قامت عليها كرة القدم بالمنطقة في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي. لعب هلال الناظور لفترات طويلة بالقسم الشرفي، ونجح في الصعود إلى القسم الوطني الثاني سنة 1979. كما نجح في التنافس على الصعود إلى القسم الأول وأخفق في ذلك مرتين، الأولى حين تجرع هزيمة ثقيلة في مباراة السد التي جمعته صيف 1981 بملعب الحسن الثاني بفاس أمام النهضة القنيطرية بثلاثة أهداف لهدف واحد، والثانية بعد انهزامه بالملعب الشرفي بمكناس سنة 1984 أمام جمعية سلا بالضربات الترجيحية. وجاء موسم 1985 ـ 1986 ليكون موعد الصعود لأول مرة للقسم الوطني الأول بلاعبين كانت تميزهم الروح القتالية في المباريات والغيرة على الفريق والمدينة. وعاش الفريق أزهى فتراته وهو في القسم الأول ببروز العديد من اللاعبين الكبار، وقدم مباريات جيدة، بعد استقطابه لاعبين جددا. وأحرج الهلال فرقا كبيرة مثل الوداد والرجاء الرياضيين وجمعية الحليب والمغرب الفاسي، لكنه لم يحافظ على الاستمرارية، ليعود إلى القسم الثاني سنة 1989، ثم ينحدر منه إلى قسم الهواة، ليصعد من جديد إلى المجموعة الوطنية الثانية موسم 2003 2004، غير أن التسيير العشوائي الذي لازم الفريق، أدى به إلى الانحدار إلى القسم الجهوي التابع لعصبة الشرق.
درس النزول
بعد تحقيق الصعود للقسم الثاني هواة، يطالب جمهور الفريق ومحبوه باستخلاص الدروس، والقطع مع المشاكل والصراعات التي ادت إلى النزول، لذا أصبحت الضرورة تتطلب الاستعانة بخدمات بعض الأسماء الوازنة داخل المكتب المسير، والاستفادة من تجربة اللاعبين السابقين للفريق كالروبيو ونجيب الحموتي وعبد الصمد بنور وبنخدة وعلي لهراوي والحارس البكاي. كما يطالب المحبون بفتح باب الانخراط لولوج اطر وطاقات بإمكانها أن تمنح الإضافة، وجلب لاعبين وفق معايير مضبوطة، والانفتاح على التكوين والإعداد الجيد للموسم المقبل.
مجعيط يستعيد الأمجاد
بعد انتخابه رئيسا جديدا لفريق هلال الناظور، أكد رجل الأعمال محمد مجعيط، أنه سيعمل على النهوض بالفريق وبأوضاع اللاعبين، وأنه مستعد لقيادته لاستعادة أمجاده والعودة إلى الأقسام التي انحدر منها. وأكد مجعيط أن من أهم نقاط برنامجه، الاهتمام بمدرسة النادي وإيجاد حلول للمشاكل المالية التي كان يتخبط فيها النادي، ولم شمل ” الهلاليين ” الغاضبين بسبب عدم تحقيق الفريق الصعود في السنوات السابقة. وأضاف الرئيس أن من بين أهدافه، الاستقرار على طاقم تقني واحد له من الكفاءة مايؤهله لمواكبة مشروع الفريق، المتمثل في الصعود، مع ضرورة إشراك قدماء لاعبي الفريق للاستفادة من تجاربهم وخبرتهم وعدم تكرار اخطاء المواسم الماضية. ولم يدخر مجعيط أي جهد في دعم ومساندة المجموعة من خلال التدبير المادي، والسخاء في صرف منح الفوز والتعادل خارج الميدان وتسديد الرواتب الشهرية في حينها، رغم تواضع منح المجالس المنتخبة وضعف الموارد التي لم تقف حجر عثرة في وجه كل الفعاليات التي أعادت البسمة لمدينة الناظور بسبب السنوات السبع العجاف التي عاشها هذا النادي.
حافلتان جديدتان للفريق
توصل فريق هلال الناظور بحافلتين جديدتين من الحجم المتوسط بمواصفات حديثة، وضعهما رهن تصرفه المجلس الإقليمي للناظور. وعبرت مكونات الهلال عن سعادتها بهاتين الحافلتين اللتين ستضعان حدا لمعاناة الفريق مع وسائل النقل. واعتبرت مصادر من الفريق الحافلتين بجودة عالية ستساهمان في التخفيف من أعباء السفر لمسافات طويلة قصد تحقيق الفريق إنجازات كروية، كما أكدت أن هذا الحدث لحظة تاريخية.
مبادرة ” من أجل بناء ملعب في الناظور “
لم تعد مدرجات الملعب البلدي بالناظور التي أحدثت أخيرا كافية لاستقبال جماهير هلال الناظور. وباتت المدينة في أمس الحاجة إلى ملعب كبير يرقى إلى مستوى تطلعات جمهور وعشاق كرة القدم بالمنطقة. ورغم مصادقة أعضاء مجلس جهة الشرق سنة 2017 على اتفاقية الشراكة الخاصة بإنجاز الملعب الرياضي الكبير بإقليم الناظور، فإن هذا المشروع مازال لم ير النور. وتتضمن الاتفاقية شركاء المشروع، وهم وزارة الشباب والرياضة المساهمة ووزارة الداخلية ومجلس جهة الشرق، إضافة إلى مساهمة المجلس الجماعي للعروي بالعقار الذي سيقام فوقها هذا المشروع التي تصل مساحته 24 هكتارا. وسبق لمجموعة من الفعاليات الرياضية والجمعوية ان قامت بمبادرة ” من أجل بناء ملعب في الناظور “، وهي المبادرة التي جاءت في سياق معاناة أندية الناظور من غياب ملعب يسمح بممارسة كروية فيها الحد الأدنى من الشروط والإمكانيات المتوفرة في ملاعب باقي المدن والإقاليم.
متابعة