نظم مركز أجيال للدراسات والأبحاث والتكوين بالحسيمة التابع للرابطة المحمدية للعلماء لقاءً مع ثلة من الباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي للمنطقة، واسهامات شخصياتها في خدمة العلم والمعرفة، وذلك ضمن سلسلة لقاءات استهلها المركز بالحديث عن شخصية ابن الزهراء الورياغلي الذي عاش بين القرن السابع و الثامن الهجري، وقام الدكتور إبراهيم بوحولين الأستاذ الباحث بالمركز، بتقديم نبذة عن الدكتور المحاضر يونس بقيان الذي يعود له الفضل في إحياء النقاش حول هذه الشخصية والطواف حول أهم الانتاجات العلمية لابن الزهراء الورياغلي وتحقيقها، وجمع ما تيسر من سيرته الذاتية التي رغم مصادرها الشحيحة لكن مجهود المحاضر السيد يونس بقيان الذي بعث تراثه من جديد في عدة كتب له طوال سنوات من البحث والتحري، والتي استعرضها أثناء اللقاء محاولا جمع بطاقة تعريفية يمكن أن تكون منطلقا لمزيد من التقصي حوله. وأكد الدكتور يونس بقيان أن ما توصل له حتى الآن يؤكد أن أصول ابن الزهراء الورياغلي من تماسينت، وبالضبط من دوار اعثمانن، باقليم الحسيمة حاليا، والرجل يعد أحد أكبر الشخصيات في عصره التي اهتمت بالفقه المالكي والإنتاج العلمي للمالكية خاصة الحافظ ابن عبد البر الذي هذب كتابه الاستيعاب. وأشار السيد يونس بقيان في حديثه أن هناك عدة قرائن تثبت أن ابن الزهراء عاش في الأندلس وسافر إلى الشرق لطلب العلم الشرعي، ونبه إلى قصة رواها ابن بطوطة عن شخصية تدعى ابن الزهراء مع ابن تيمية، مشيرا أن تحرياته حتى الآن تشير إلى كونه نفس الرجل. وتابع المشاركون الذين تفاعلوا مع المحاضر بشغف واهتمام هذه النتف العلمية بما فيها ما عاناه الدكتور يونس بقيان طوال سنوات للبحث عن المخطوطات التي دفنت في المكتبات الخاصة والعامة. وفي الختام تم توزيع شهادات المشاركة على المؤطرين والحضور الكريم، على أمل اللقاء في الشهر القادم مع الحلقة الثانية من حديث الشهر كما سماه الدكتور عبد اللطيف شهبون مدير المركز.
متابعة