عبد اللطيف مجدوب
روح رياضية أم هي روح عدوانية ؟!
المشهد الأول : في مشاهد دراماتيكية لافتة ، وملعب محمد الخامس يحتضن مباراة نهائي كأس أبطال إفريقيا بين فريقي الوداد البيضاوي والأهلي المصري ، شقت سيارة جموع الجماهير تقل على متنها رئيس الفريق الأهلي المصري السيدمحمود الخطيب ، في طريقها إلى بوابة المركب الرياضي ، وفي خرق سافر للنظام والبروتوكول.. سُمح لها بالولوجإلى حلبة الملعب ، تحت إلحاح وإصرار “سعادة” الرئيس الأهلاوي ؛ فكانت السيارة الوحيدة التي تواجدت جوار سيارات طاقم الأمن والإسعافات الرياضية !
المشهد الثاني : والأكثر بشاعة رفض جل اللاعبين المصريين ؛ في ختام المباراة والتي حُسمت لصالح الوداد البيضاوي بنتيجة 0-2 هدفين مقابل لا شيء ؛ تقلد الميداليات الفضية ، بل بلغ الحنق بأحدهم ويدعى عمرو السولية بالقذف بميداليته على أرضية الملعب أمام عدسات المصورين واستنكار جل الملاحظين والمراقبين الرياضيين ، سواء على المباشر أو عبر القنوات الفضائية .
المشهد الثالث : انفجار جماهير مصرية وهي تقذف بحمم عدوانيتها ورفضها المطلق لمنطق الهزيمة والخسارة والروح الرياضية ، وكثيرا من التعاليق التي جاءت متفاعلة مع رمي الميدالية بكلمات وألفاظ مشحونة بالغطرسة مثل “رجل والله” ؛ “عفاريم خففت علينا الضيم” ؛ ” ليتهم كانوا مثلك يارجل..”
وراء الأكمة ما وراءها
من المعلوم ؛ وحتى تنجلي اللعبة القذرة التي اعتادها بعض المسؤولين المصريين ، في كل التظاهرات الرياضية القارية منها والدولية ؛ أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم CAF يتواجد مقره الدائم بالقاهرة منذ بدء تأسيسه سنة 1957 بعضوية أولية كانت محصورة في دول مصر والسودان وإثيوبيا وج.إفريقيا ، ترأسه أول مرة المصري ع.العزيز سالم ثم عيسو حياتو وحاليا الجنوب إفريقي باتريس موتسيبيه ، منذ 2021 ، ويضم الاتحاد أعضاء فخريين منهم المصري محمد ع.العزيز مصطفى وأمناء عامين كلهم بجنسيات مصرية آخرهم وحتى الآن عصام الدين أحمد ، أما الأعضاء الفخريين داخل الاتحاد كلهم مصريون .
ماذا ينتظر المغرب من هذا المقر (CAF) العبق بالروائح الفرعونية ؟! وقد يكون ؛ في آن واحد؛ جوابا على كثير من القضايا التي يتخبط فيها الاتحاد ، منها على سبيل المثال استضافة الملتقيات الدولية والقارية والتحكيم وتعيين أطقمه ، ومن خلال هذه التركيبة سالفة الذكر للاتحاد يتضح أن هذا الأخير كان دوما في سياسته يقف إلى جانب مصر، سواء تعلق الأمر بكأس إفريقيا للأمم أو تصفيات كأس العالم .. وهناك شريحة واسعة من أبناء المحروسة ، من ضمنهم أعضاء داخل الاتحاد ، لديهم اعتقاد راسخ بأن الاتحاد الافريقي لكرة القدم هو مصري في أهدافه وسياسته ومراميه .
فحتى رئاسته الحالية (ج.إفريقي) تنظر إلى المغرب نظرة استخفاف وتعال ، لذا لاحظ المراقبون ؛ خلال لحظات تتويج الوداد البيضاوي بلقب البطولة القارية ؛ أن السيد رئيسCAF ذهب إلى رئيس النادي الأهلي واحتضنه بحرارة وكأن لسان حاله يقول : ” .. معْليشْ .. هي خسارتنا كلّنا .. مُش عشان مصر بَسْ.”
خلاصة
يجب إعادة النظر في هيكلة الاتحاد الافريقي لكرة القدم ، ونظامه الداخلي ، وكذا نظام تصويته ، والبحث له عن مقر بالتناوب تبعا لمقررات لجنة خاصة ؛ يعهد لها بالفصل في القضايا التنظيمية والتقنية ، بعيداً عن الزبونية والحسابات السياسوية الضيقة .