بنيات تحتية هشة واليد نقطة ضوء ومركب رياضي مؤجل إلى حين
تفتقد مدينة الناظور بنيات تحتية رياضية، بإمكانها أن تستقطب إليها العديد من الطاقات الواعدة في مختلف الرياضات الجماعية والفردية. ورغم أن الناظور تعد بوابة المغرب نحو أوربا، وقطبا اقتصاديا وماليا بامتياز، فإن بنياتها أصبحت لا تستجيب لتطلعات شبابها ورياضييها، الذين يبحثون عن فضاءات واسعة لتفجير طاقاتهم. وتستغيث الفرق الرياضية بالناظور من شدة العوز وضيق الحال، فيما تشكل القاعة متعددة الاختصاصات وكرة اليد بالمدينة الاستثناء. وتواجه الأندية الرياضية بالمدينة تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة، إذ أنها تفتقر إلى نتائج على المستوى الوطني في جميع الرياضات، باستثناء رياضة كرة اليد وكرة السلة والقدم النسوية، هذا في الوقت الذي غابت فيه رياضات أخرى على المستوى الوطني، بعدما كان يشهد لها بالتألق نظير كرة القدم وألعاب القوى وكرة القدم الخماسية والملاكمة والكيك بوكسينغ. ونفى مصدر مطلع أن يكون هناك انقراض للطاقات الموهوبة في الناظور، خاصة في ألعاب القوى التي كانت من المدن المتميزة في هذه الرياضة، موضحا أن المواهب موجودة، ولكن تنقصها الإمكانيات سواء المادية منها، أو التجهيزية، كما أن الأطر التي كانت تنقب عن المواهب أضحت تنقرض. ويلعب العامل المادي دورا كبيرا في عدم تمكن بعض الجمعيات التي تمارس رياضات أخرى كالملاكمة وألعاب القوى من إحراز ألقاب على الصعيد الوطني، الشيء الذي أثر على مسيرة هذه الجمعيات.
بنيات رياضية هشة
وصف العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بمدينة الناظور البنيات التحتية في المدينة بالهشة، بل تكاد تكون منعدمة، إذ لاوجود غير ملعب من عهد الاستعمار لاتتجاوز طاقته الاستيعابية 1000 متفرج. ورغم الإصلاحات التي طالت هذا الملعب فإنه لايرقى إلى شروط الممارسة الكروية السليمة، ولايستجيب للتوسع العمراني الذي شهدته الناظور. ” وضعية البنيات التحتية دون المستوى في الناظور، الشيء الذي يعيق الممارسة الرياضية، ومن أسباب ذلك أن الرياضة تشكل آخر اهتمامات المسؤولين ” يقول ( م. ق ) وهو من الفاعلين الرياضيين بالمدينة، مضيفا ” الرياضة بالناظور تعيش أزمة حقيقية من حيث البنيات التحتية والنتائج والألقاب، فبدل الاهتمام بالرياضة أساسا للتنمية وتسويق المدينة بشكل إيجابي وتأطير الشباب وإبعادهم عن كل أساليب الانحراف، نرى أنها تستغيث بشكل يبعث على الاستياء، لهذا فتراجع مستوى الأندية والفرق في الناظور تحصيل حاصل، طالما أن مسؤولينا غير معنيين بتطويرها.”
أزمة ملعب الناظور
في ظل الوضعية التي يوجد عليها الملعب البلدي بالناظور الذي يخضع في كل مرة لإصلاحات، تبقى مدينة الناظور من المدن القليلة التي لا تتوفر على ملعب رياضي بمواصفات مقبولة، وبالأحرى أن تتوفر على مركب رياضي على شاكلة المدن الأخرى، رغم سمعة الرياضة الناظورية، وكذا رغم إنجابها لأسماء لامعة تركت بصمتها أيام كان للرياضة شأن واهتمام. ومازال سكان إقليم الناظور ينتظرون تحقيق حلم بناء مركب رياضي وملعب لكرة القدم والذي ظل مطلبا لهم منذ وقت طويل لم يتحقق ليومنا هذا. وسبق لمجموعة من الفعاليات الرياضية والجمعوية والإعلامية بالمنطقة أن قامت بمبادرة “من أجل بناء ملعب في الناظور”، وهي المبادرة التي جاءت في سياق معاناة الفرق الرياضية من غياب ملعب يسمح بممارسة كروية فيها الحد الأدنى من الشروط والإمكانيات التي تتوفر لدى المدن والأقاليم الأخرى، بالنظر للأهمية التي يكتسيها وجود بنية تحتية رياضية. ورغم تردي الممارسة الرياضية بالناظور، وتراجع كرة القدم المحلية بها إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، فقد راهنت الفعاليات الرياضية على إحداث ملعب الناظور، الذي بدأ يتلاشى أمر تحققه في الأشهر الماضية، بعد أن اتضح للرأي العام المحلي، أن إثارته في فترة معينة أواخر 2016 كانت من ورائه دوافع سياسية، بحكم أن الإشكال الذي طرح نفسه، ينحصر في غياب الإرادة الحقيقية لبنائه بالمنطقة التي باتت في حاجة إلى مركب رياضي في حجمها.
تراجع كرة القدم بالناظور
تواجه أندية كرة القدم بالناظور تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة المتعطشين إلى رؤية ناديي هلال وفتح الناظور ضمن البطولة الاحترافية. ويفتقر الناديان إلى نتائج ملموسة إن على المستوى الوطني بالنسبة إلى فتح الناظور الممارس ضمن القسم الوطني هواة، أوعلى مستوى الشمال الشرقي بالنسبة إلى الهلال الممارس بالقسم الثاني هواة. وتوضح نتائج الفريقين في البطولتين سالفتي الذكر، غياب تنافسية قوية من لدن الممارسين بالناديين المعروفين بالجهة الشرقية، حيث لاترقى إلى تطلعات الجمهور الناظوري الذي يطمح إلى عودة الفريقين إلى سابق عهديهما حين كان يلعب الهلال في القسم الأول في الفترة الممتدة بين 1986 و1989، والفتح في القسم الثاني مابين 2001 و2005. ويضطر الناديان إلى جلب أغلب اللاعبين من خارج مدينة الناظور، مايستنزف ميزانيتهما، وهما اللذان أنجبا لاعبين متميزين مثل الروبيو وخنطو وبنخدة ولحبيب وديدي ومولاي والحموتي نجيب، وبنعمر والقدوري وبوصير ومعاوية وباراشينا وغيرهم، وذلك راجع إلى غياب المدارس الكروية التي تعنى بتأطير الصغار وصقل مواهبهم. واعتبر أحد الفاعلين الرياضيين بالناظور (م . د ) أن كرة القدم بالناظور، تستدعي أكثر من وقفة تأمل لتشخيص مكامن الداء وإيقاف النزيف الذي يتهددها، واستئصال كل جرثومة خبيثة تنخر الجسم الرياضي بالمنطقة، وذلك لرد الاعتبار لمجال حيوي أضحى أساسا لتنمية مستدامة وجهوية متقدمة مافتئ الملك محمد السادس يوليها أهمية قصوى.
كرة اليد نقطة ضوء
رغم ماتعانيه الناظور من غياب واضح للأنشطة الرياضية والأندية المتألقة، إلا أن فريق هلال الناظور لكرة اليد شكل الموسم المنتهي نقطة ضوء بعد إحرازه بطولة المغرب عقب فوزه في مباراة السد الأخيرة على فريق طلبة تطوان. وتعد الناظور مدرسة في كرة اليد من خلال هذا الفريق الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى السبعينيات. وعانى هلال الناظور لكرة اليد الذي كان يترأسه منذ سنوات الرئيس الحالي للمجلس البلدي للناظور أزمة مادية كادت أن تعصف به في أكثر من مناسبة، غير أن إصرار الرئيس وغيرته على الفريق، جعله يتشبث برئاسة الأخير إلى أن تمكن من تحقيق هذا الإنجاز الكبير المتمثل في نيله لقبا وطنيا. ويسعى هلال الناظور لكرة اليد إلى الحفاظ على لقبه وذلك بتحقيقه نتائج إيجابية في بطولة الموسم الجاري، كان آخرها فوزه البين على مضيفه طلبة تطوان بملعب الأخير بحصة 40 مقابل 31 وهو الفوز الخامس عشر بالنسبة إلى الفريق الموسم الجاري. ويوجد الفريق الناظوري في المركز الأول في بطولة القسم الأول
الرياضة النسوية في الطريق الصحيح
حقق فريقا إثري الريف الناظوري لكرة السلة سيدات وهلال الناظور لكرة القدم النسوية إنجازين مهمين، حيث صعدا الموسم المنتهي للقسم الأول الممتاز بالنسبة إلى الأول والقسم الوطني الممتاز ( عصبة ) بالنسبة إلى الثاني. واشتغل الفريقان على مجموعة من البرامج، كما يتوفران على أكبر عدد من الممارسات. ويسعى الفريق الأول الذي يترأسه محمد العزوزي إلى إنشاء مدرسة لكرة السلة، وهو الرئيس السابق لفريق الرجال الذي لعب في القسم الوطني الأول الممتاز لعدة سنوات، في الوقت الذي انطلق الثاني في خوض الموسم الجاري بعزيمة وإرادة قويتين لتحقيق أفضل النتائج، ضمن بطولة أكثر تنافسا. ونوه العديد من الفاعلين الرياضيين بالناظور بالمكتب المسير للفريق وعلى رأسهم طارق هرواش الذي قدم خدمات جليلة وتضحيات جسام من أجل تحقيق هذا الإنجاز، وكذا للطاقم التقني ولاعبات الفريق.
مطالب مستعجلة لإصلاح الوضع
يطالب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بالناظور بتحديد تصور حقيقي للسياسة الرياضية بالمدينة، وإنجاز المرافق الأساسية وتكوين إدارة خاصة لتأطير الفئات الصغرى بعيدا عن الحلول الترقيعية، وحث الفاعلين المحليين من سلطات محلية ومنتخبة على الاهتمام بالشأن الرياضي. كما دعوا إلى ضرورة التعجيل بإنشاء مركب رياضي بالمنطقة والرفع من قيمة المنح المقدمة للأندية الرياضية من قبل المجالس المنتخبة.
جمال الفكيكي