حقق مركز الأنكولوجيا بمدينة الحسيمة، أهداف ورش الحماية الاجتماعية وصحة القرب على مستوى إقليم الحسيمة، من خلال الخدمات العلاجية التي يقدمها لمرضى السرطان. ويعمل هذا المركز على تحسين وضع المرضى الصحي والنفسي، ويجنبهم عناء السفر إلى مستشفيات أومراكز خارج الإقليم كما كان الامر قبل إحداثه، مع مايعنيه ذلك من توفير للمصاريف المادية التي كانت تثقل كاهل المرضى. ويستقبل المركز ذاته المرضى بشكل يومي، إذ تتركز العلاجات على خضوع مرضى السرطان لحصص العلاج الكيماوي أوبالأشعة التي يقدمها طاقم طبي وتمريضي مختص. حجرات واسعة، بنيات استقبال لائقة، جدران مصبوغة، عناية متزايدة بالمرضى، موارد بشرية متوفرة، هذا هو الوصف المختزل لواقع المركز. رغم الألم وحدة المعاناة، ترتسم ابتسامة رضا بما كتبه الله للمصابين بداء السرطان، الذين حطوا الرحال منذ الساعات الأولى من صباح الإثنين المنصرم، بمركز الأنكولوجيا بمنطقة ” كالابونيطا ” بمدينة الحسيمة، قادمين من مختلف أحياء المدينة ومن القرى والبوادي التابعة للإقليم، وحتى من بعض المدن المجاورة. الكل ينتظر دوره لإجراء فحص أوحصة علاج كيماوي، أوبالأشعة، يملؤون باحة الاستقبال. واقع المركز يبشر بخير، حيث يشرف على عملية تقريب العلاج الكيماوي أوبالأشعة للمرضى طاقم طبي وتمريضي مختص، يتكون من أزيد من سبعة أطباء متخصصين، إلى جانب طبيبين عامين، إضافة إلى تقنيين وممرضين وإداريين. كما يتوفر المركز على أحدث التجهيزات منها على الخصوص جهاز ” سكانير” من النوع الثالث الذي يشخص المرض بشكل دقيق. وصرح العديد من المرضى وعائلاتهم أن المركز شكل أملا كبيرا في مسار علاج الكثير من الحالات. بمجرد ما أن تلج المركز من بوابته الرئيسية، تجد من يعطيك معلومة ويرشدك إلى القسم الذي ترغب في التوجه إليه. كانت الحركة عادية داخل المركز الذي يستقبل عشرات المرضى كل يوم، يشرف على علاجهم وتتبع حالتهم أطباء متخصصون في العلاج الكيماوي أوبالأشعة، وطاقم من الممرضين يقدمون خدمات اللازمة. بداخل مركز الأنكولوجيا بالحسيمة كان حوالي عشرة أشخاص أغلبهم نساء أمام قسم العلاج الكيماوي، مازالوا ينتظرون دورهم لأخذ حصص من هذا العلاج الذي يستلزم التمدد على سرير خاص مدة زمنية تفوق أحيانا خمس ساعات، ومنهم من ينتظر استشارة طبية، وتتبع حالة العلاج وقياس مدة تقدمها. ” العلاج عندهم مزيان، والممرضون مزيانين والأطباء الله يجازيهم بخير”، يقول أحد المرضى. لايمكن أن تخفي السمعة التي كانت راسخة في عقول بعض الناس عن المركز، حجم الجهود المبذولة بشهادة المرضى أنفسهم وذويهم ممن التقيناهم في تلك الزيارة، خاصة مايتعلق بتوفير الجو الاستشفائي الملائم للمريض والنظافة وتوفير الدواء. يستقبل المركز المرضى المصابين بمختلف أنواع الأورام السرطانية، حين تظل الحصة الأوفر من مرتادي المركز، يؤكد مصدر من الأخير، مسجلة في صفوف النساء المصابات بأحد أنواع الأورام السرطانية. لم يعد المرضى يعانون من التكلفة المرتفعة للأدوية التي تصل 15 ألف درهم، بسبب الشريكين الأساسيين للمركز، جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان بالحسيمة اللذين يوفران الأدوية للمرضى، الشيء الذي خفف عنهم، ذلك أن المركز نفسه يتكفل بتتبع وعلاج المصابين بالأورام السرطانية. ويستقبل المركز سنويا مابين 350 مريضا و400 وهو معدل عادي حسب بعض المصادر بالمقارنة مع المراكز الأخرى. وعرف المركزخلال السنة المنصرمة إجراء 4600 حصة بالعلاج الكيميائي و2900 بالعلاج بالأشعة.
ألتبريس ـ متابعة ـ