تحولت البناية القديمة لعمالة إقليم الحسيمة وبعدها لباشوية المدينة، والتي كانت تسير في اتجاه تحويلها إلى متحف، ـ تحولت ـ إلى بناية باتت تشكل نقطة سوداء بشارع طارق بن زياد بمدينة الحسيمة. وكانت جهود حثيثة بذلت في وقت سابق لتفعيل ذلك، بعدما التزمت وزارة الثقافة بموجب اتفاقية شراكة بينها وولاية جهة تازة الحسيمة تاونات والمجلس البلدي، بأشغال تهيئة البناية واقتناء المجموعات المتحفية وتوفير التجهيزات الضرورية وتعيين الأطر المختصة، وتخصيص اعتماد سنوي لتسيير وتنشيط وصيانة المتحف. وتبخر حلم إقامة ” متحف الريف ” داخل هذه البناية التي أصبحت عبارة عن خربة يلجأ إليها المشردون ليل نهار للنوم أمام واجهتها الأمامية، وفضاء لقضاء حاجاتهم. واستغرب العديد من المواطنين الإهمال الذي تعرضت له هذه البناية التي توجد بالمحاداة من المعهد الثقافي الإسباني، وتتوسط ساحة تخصص لإقامة بعض الأنشطة ومعارض موسمية خلال فصل الصيف. وراهن العديد من الفعاليات بمدينة الحسيمة قبل سنوات على أن يلعب إحداث هذا المتحف دورا مهما في إبراز الدور البطولي والريادي الذي نهضت به منطقة الريف في ملحمة الكفاح الوطني لأجل الحرية والاستقلال، قبل أن تصبح البناية عبارة عن مأوى للمشردين والكلاب الضالة، ماأصبح منظرها يثير الاشمئزاز. ويطالب المهتمون بالشأن المحلي السلطات الإقليمية بالحسيمة، بالتدخل العاجل لإيجاد حل لهذه البناية وجعلها فضاء يستقبل المواطنين الذي يرغبون في زيارتها والاطلاع على محتوياتها خاصة وأنها كانت قبلة لسكان المدينة منذ الستينات من القرن الماضي.
متابعة