بات سوق ” ميراضور ” بمدينة الحسيمة، فضاء لايستجيب لمواصفات الأسواق الأسبوعية بمختلف المدن العالمية، وذلك جراء منع السلطات المحلية باعة ومواطنين من طرح مختلف السلع والبضائع في الفضاء الخارجي للسوق الذي يتم يومي الثلاثاء والأحد من كل أسبوع. واستنكر العديد من أفراد الجالية المغربية بالخارج ممن عادو إلى أرض الوطن أخيرا، موقف السلطات المحلية، معتبرين موقفها استثنائيا حيث جرى تنفيذه بالريف دون مناطق أخرى، متسائلين عن هل الحسيمة أفضل من مدن أوربية، وعن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا القرار. وفوجئ العديد من هؤلاء المواطنين ممن ألفوا التبضع من الفضاء الخارجي للسوق أوطرح بضائعهم كل موسم صيف، بانتشار عناصر السلطة المحلية وأعوانها في محيط السوق، لتنفيذ قرار منع “الفراشة” من طرح وعرض سلعهم وبضائعهم من خضر وفواكه وأثاث وملابس وأوان، بمختلف الفضاءات الخارجية التابعة له، بداعي محاربة احتلال الملك العام. وكان مئات الباعة وجدوا أنفسهم محرومين من أسباب الرزق، بعدما صاروا يعيشون بطالة قاتلة بعد القرار سالف الذكر، انسجاما مع التوجه الجديد الذي رسمه عامل إقليم الحسيمة بهدف تحرير الملك العمومي بمدينة.
وتبدو العديد من الجوانب والممرات المحيطة بسوق ” ميرادور ” خالية من التجار الجائلين والمواطنين، باستثناء بعض السيارات من نوع “مرسيديس 207″ التي تفرغ حمولاتها من خضر وفواكه، وشبه بعض المهتمين الأخيرة بمناطق قروية. وقال مواطنون إن السلطات المحلية أفقدت بقرارها القيمة التجارية للسوق المتمثلة في وجود بائعي”جوطية ” من ملابس وأوان وأدوات منزلية ومختلف الخضر والفواكه، والأثاث والتجهيزات، حيث يجد المواطن ضالته في ذلك بأرخص الأثمان.
وأضاف هؤلاء أن بعض المواطنين المغلوبين على أمرهم يضطرون إلى التسوق من هذا الفضاء بعد العصر، حيث يقتنون الخضر والفواكه بنصف ثمنها، كما أن منع التجار الجائلين من استغلال الفضاءات الخارجية للسوق يعرضهم للتشرد، خاصة وأن هناك من يعتمد على هذه الأسواق الأسبوعية لإعالة أسرهم. واضطر بعض الباعة الجائلين الذين لا يتوفرون على محلات داخل السوق إلى عرض سلعهم وسط ممراته الضيقة، ما أثار استياء المتبضعين وكذا التجار الذين يعانون الازدحام، ومنهم من لم يعد يتبضع من السوق لتلك الأسباب. ويطالب مهتمون بالشأن المحلي السلطات الإقليمية في شخص عامل إقليم الحسيمة، بالعدول عن هذا القرار الذي لا يخدم الوضع التجاري بالحسيمة، وتغيير الوجهة إلى شوارع الحسيمة وشواطئها لتحريرها.
متابعة