*نجيم حيدوش
أثير الكثير من النقاش إبان تقديم مشروع منارة المتوسط الخاص بإقليم الحسيمة ، الكثير من النقاش والكثير من الكتابات والكثير من التأويل منه الرسمي و الشعبي …
نقاش ثاني ، لكنه أساسي رافق هذا المشروع – منارة المتوسط – كوثيقة مرجعية، هذا النقاش مرده أن الجميع يتحدث عن هذا المشروع لكن – حينها – لا احد يملك مشروع منارة المتوسط كوثيقة رسمية باستثناء آنذاك الوالي اليعقوبي، بصفته والي جهة طنجة تطوان الحسيمة ، في حين أغلب رؤساء المصالح بالإقليم لا يملكون تصورا عن المشروع، فقط عروض كانت تقدم على مستوى عمالة اقليم الحسيمة كلما كان ذلك مطلوبا من طرف الوالي المذكور أعلاه.
جولات و صولات لعدد من الوزراء و كتاب الدولة و سلطة الوصاية بين شوراع وأزقة الحسيمة ونواحيها، وعود هنا وهناك تعطى للأحياء و تجمعات منظمة على شاكلة جمعيات، منها ما تحقق ومنها مزال ينتظر الانجاز بدون تدشين !!!
كل هذا اللغو اعتبره مهما لمن لم يواكب هذا السجال الذي رافق مشروع منارة المتوسط ، وأنا أتجول هذه الأيام بين جماعات الإقليم و شواطئه، انتابني شعور بالحكرة و العجز، وتبادر إلى ذهني سؤال جوهري : ما هو أثر مشاريع المتوسط على إقليم الحسيمة ؟ اقتصاديا ؟ اجتماعيا ؟ ثقافيا ؟ …بمعنى آخر، imapct المشروع على الساكنة ؟ ككتلة سكانية عانت التهميش والحكرة لسنوات، هل فعلا مشاريع المتوسط حققت المبتغى ؟ لماذا مشروع أكادير الكبرى يسير بسرعة و تناغم كبير مع ما تعرفه عدد من المدن من التنمية وما تتيحه من فرص للشغل و الرواج الاقتصادي …
مستشفى محمد السادس، وحسب معاينة مختصين نقلة نوعية بالجهة ككل، لكنه بقي لمدة تزيد عن السنتين بدون تدشين أو عناية خاصة، حتى أعطيت التعليمات الملكية ببدء العمل بهذه المؤسسة الصحية المميزة، لكن المشكل العويص الذي يعيشه البلد هو أن قطاع الصحة بيد رجل قادر على فعل الكثير إلا تدبير قطاع حيوي مثل الصحة…لكن قبل ذلك ما مصير مستشفى امزورن ؟ ومراكز صحية أخرى هدمت قبل بدء العمل بها نموذج مركز كلابونيطا!!!!
مسرح الحسيمة ، المعهد الموسيقي ، ملعب الحسيمة ، مسبح الحسيمة …. مباني على شكل مزارات للتصوير وفقط، لم يبدأ العمل بهذه المباني و المؤسسات؟ ما العمل ؟ لماذا هذا التماطل ؟…
قلعة أربعاء توريرت ، قلعة سنادة ، طوريس… مآثر تاريخية لها شأنها في سيرورة التاريخ ، لكنها لا تحمل شأنا في جغرافية وزارة الثقافة وأروقتها ، و لا تحمل إشعاعا كما هو الشأن لبعض أحجار الصويرة حيث أزولاي مستشار الملك!!!!
تهيئة مجالية على مقاس رؤساء الجماعات و التقسيم الانتخابي و التزكيات و الولاءات و الوعود، لكن يبقى أحسن ما أنجز في هذا المشروع تزفيت بعض المراكز الحضرية و القروية التي تعاني شح التمويل و تبذير الكائن…
حراك الريف الذي أماط اللثام عن شلل تنزيل مشروع منارة المتوسط ، هو في حد ذاته نقدا يندرج ضمن سيرورة التنمية ، فالنقد على شاكلة الملف المطلبي هو في حد ذاته مساهمة في التنمية و توجيه للمسار وترافع من أجل فك العزلة ، وإلا، فكيف يمكن ان نقنع أبناءنا أن تثنية طريق الحسيمة تازة استغرق 13 عشرة سنة من أجل إنجازه ، في حين كانت مدة انجازه أربع سنوات ( 2011/2015)…بمعنى إثارة انتباه المسؤولين لا تتم دائما عبر أسئلة شكلية بمجلس النواب ، بل الأجدر خلق تعابير عمومية ناشئة للتعبير عن السخط وتصحيح المسار…
المحصلة، والتي أتمنى ان تكون دراسة رسمية للدولة، ماذا حققت مشاريع منارة المتوسط على مستوى الأثر المباشر؟ ماذا تحقق على مستوى التشغيل موازنة مع هذا المشروع ؟ هل تحقق المرجو وفق وثيقة المشروع منارة المتوسط ؟ … بالمناسبة لمن يهمه الأمر من الطلبة و الباحثين فالوثيقة متوفرة ولا حرج في تقاسمها لكل غاية مفيدة.
*ناشط حقوقي