قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة أن “منذ ثمانينات القرن العشرين، حدث تغيير جذري في النظم البيئية البحرية في البحر الأبيض المتوسط، مع انخفاض التنوع الحيوي وتكاثر الأنواع الغازية”.
وخلال موجات الحر البحرية بين عامي 2015 و2019 في البحر الأبيض المتوسط، شهد نحو خمسين نوعاً ( الشعاب المرجانية ، وقنافذ البحر، والرخويات، وذوات الصدفتين، ونبتة بوسيدون…) نفوقا هائلا بين السطح وعلى عمق 45 متراً، بحسب دراسة نُشرت في يوليوز 2022 في مجلة “غلوبال تشانج بايولودجي”. فيما تستفيد من ارتفاع درجات الحرارة الأنواع الاستوائية مثل السرطان الأزرق الذي يدمّر مزارع المحار في دلتا نهر البو في شمال إيطاليا. ففي صقلية وكالابريا، يلاحظ الصيادون في شباكهم زيادة في كميات الأسماك التي يلتهم أجزاء منها نوع مفترس من الديدان يفضّل المياه الساخنة.
وقد ارتفع متوسط حرارة البحر الأبيض المتوسط بحوالى 1.2 درجة على مدى السنوات الأربعين الفائتة، بحسب الخبير في الأنواع الغازية فيدريكو بيتي. فيما وفي سيناريو ارتفاع حرارة الأرض بما يزيد عن 1.5 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، فإن أكثر من 20% من الأسماك واللافقاريات المستغلة في شرق البحر الأبيض المتوسط قد تنقرض محلياً بحلول عام 2060، وقد ينخفض دخل صيد الأسماك بنسبة تصل إلى 30% بحلول 2050، على ما تحذر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. في المتوسط، يُعدّ العالم أكثر حرّا بنحو 1.2 درجة مئوية..
متابعة