*نجيم حيدوش
لا يختلف الفاعلون و المهتمون بالحقل السياسي و الحقوقي، أن المغرب يعرف أزمة نخب، أزمة رجال الساسة، أزمة رجالات الدولة كما كان الشأن خلال حكم الملك الراحل الحسن الثاني. مرد هذا الكلام والموضوع حجم الاستهزاء الذي تعرضت له حكومة اخنوش في صيغتها الثانية، فالمشهد و بالإجماع بات مكشوفا ولا يخضع لأي منطق، سوا منطق الولاءات و التقاطعات الاقتصادية والعائلية و المقربون أولى، بدون أدنى اعتبار لانتظارات الشعب المغربي الذي يعيش أكبر موجة غلاء في تاريخه المعاصر، غلاء بنيوي مستمر و متواصل، ارتفاع في معدل البطالة، و هجرة جماعية للشباب كتعبير عمومي ناشئ ضد السواد الذي عم العباد و البلاد… ويبقى السؤال المحوري، لماذا التعديل الحكومي؟ ما الجدوى والغاية ؟ وهل الوزراء الجدد يملكون عصا سحرية للوضع؟ أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون ذر الرماد في عيون الشعب الساخط على الوضع الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي!؟! البروفايلات الجديدة لا تحمل غدا سحريا، ولا تحمل مشاريع اجتماعية، فأغلبهم من ذوي سوابق عدلية ومنهم من لازالت ملفاته القضائية رائجة، ومنهم من لم يسبق له أن مارس العمل السياسي الحزبي، فقط سير ذاتية لمنعش تجاري أو عقاري أو مسير سوق للملابس الجاهزة كموروكو – مول مثلا…لكن لا حرج في ذلك لان رأس الحكومة نفسه لم يتدرج يوما ضمن قواعد الأحزاب، بدأ تكنوقراطيا حتى وجد نفسه أمينا عاما لحزب إداري رسمي يسمى حزب عصمان. المشهد ككل، يعطينا انطباعا على الصراع الذي وقع بين الجزائر وتونس حول معدل المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي عرفتها الجارتين مؤخرا ، فكل رئيس أراد أن يبني شرعيته على نسبة لا تتجاوز 25 بالمائة، لذلك فالانتخابات القادمة بالبلاد لا تخرج عن هذا التوجه، لسبب واحد: ” ديرو لي عجبكم ” ، فالغلاء ثابت، الفساد ثابت ( تقرير الهيئة للوقاية من الرشوة)، و الريع قائم ( فين كانوا خدامين هاد الوزراء قبل الالتحاق بالوزارات)، في حين أن الشعب ينتظر ما قد يأتي ولا يأتي … ولن يأتي جديد يذكر بالجزم. قبل ذلك طبعا، كانت هناك تعيينات تحمل الكثير من التساؤلات، كيف يتم تعيين بروفايل لم يسبق له أن اشتغل في مجال الدم، كمدير للوكالة الوطنية للدم ؟ وكيف يتم قبول ترشحه من طرف وزير هو نفسه في خبر كان؟ استهتار أم ضحك على الذقون ؟!؟ هنيئا مهبول أنا منصب كاتب الدولة ، وألف مبروك لموروكو – مول ، و بالصحة و الراحة michoc ولحليب جبال…!!! وفي انتظار ميسي او غوارديولا بربطة عنق سياسية مغربية، فالمشهد يعتبر أكبر نكسة في تاريخ المغرب المعاصر.
*ناشط حقوقي