مرة أخرى يعود موضوع “المقالع” بإقليم الحسيمة إلى الواجهة، خاصة لدى ساكنة الجماعات والدواوير التي توجد بها هذه المقالع، حيث تتوالى الشكايات من الأضرار الصحية والبيئية الناجمة عنها ومن طريقة استعمال المتفجرات في محيط آهل بالسكان، مما يسب إزعاجا دائما بفعل اهتزاز المنازل وإصابتها بتشققات كبيرة.
وعلاقة بهذه الأضرار وجه، أخيرا، محموعة من سكان دوار “تموجوت” بالجماعة القروية إزمورن، شكاية إلى رئيس المجلس الجماعي وعدد من المسؤولين الترابيين بالإقليم، يطالبون فيها برفع الأضرار التي لحقت بهم جراء أنشطة هذه المقالع، وضرورة إيفاد لجنة مختصة للوقوف على مختلف الٱثار الصحية وتدمير الغطاء النباتي للمنطقة وكذا تشققات المنازل.
ولم يتردد هؤلاء السكان في توجيه أصابع الاتهام، في الشكاية التي وجهوا نسخة منها إلى عامل الإقليم، إلى مقلع بعينه حيث اعتبروا أنه يلحق بهم ضررا كبيرا نتيجة الأشغال بسبب انتشار الغبار الكثيف وما ينتج عن ذلك من مشاكل صحية تهم أساسا الجهاز التنفسي والعيون، ومن تأثير سلبي على ممارسة الحياة الطبيعية بشكل عادي.
وقال السكان في ذات الشكاية، التي توصل بنسخة منها قائد إزمورن، أن أنشطة هذا المقلع أصبحت تشكل إزعاجا حقيقيا لهم واعتداء على حقهم في السكينة والهدوء، وأن الغبار المتطاير أصبح يعيق الحياة العادية بالدوار ويمنعهم من ممارسة أي نشاط فلاحي معيشي ومن تربية المواشي، فضلا عن معاناتهم فيما يتعلق بنشر الملابس، وعدم التمكن من فتح النوافذ ولو في عز فصل الصيف وارتفاع الحرارة.
وللإشارة فقد كانت شكايات هؤلاء السكان موضوع اجتماع جمع أواخر شهر غشت المنصرم، رئيس دائرة بني ورياغل الغربية، ممثلين عن مجلس الجماعة، وعدد من سكان “تموجوت” حيث تم الاتفاق على احترام دفتر التحملات ومواقيت العمل، الحد من تطاير الغبار والأتربة، مراقبة كميات المتفجرات المستعملة في عملية التفجير، وطلب إيفاد لجنة إقليمية لمعاينة المنازل المحتمل تضررها من جراء نشاط المقالع.
التبريس. متابعة