احتضنت مدينة طنجة في الفترة الممتدة من 21 إلى 23 نوفمبر 2024، لقاء تكوينيا وتحسيسيا حول الممارسات المتعلقة بحماية السلاحف البحرية نظمه المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث في مجال الصيد البحري بطنجة، بتعاون مع “مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المحمية بشكل خاص”.
وجمع هذا الحدث العلمي عدد من الجهات الفاعلة في مجال حماية السلاحف البحرية، العلمية منها والمؤسساتية والمدنية، على الصعيدين الوطني والدولي، بمشاركة ممثلين عن مركز رعاية السلاحف البحرية بالمنستير، تونس ومركز دراسة السلاحف البحرية والحفاظ عليها في البحر الأبيض المتوسط من فرنسا.
وترأست اليوم الأول من فعاليات هذا الحدث، الذي جمع في ورشاته المتنوعة بين الجانب النظري والتطبيقي، السيدة لبنى بن نخلة، مسؤولة البرامج في مركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المحمية بشكل خاص والسيدة ألفة شعيب، رئيسة مركز رعاية السلاحف البحرية ب”المنستير” بتونس.
وبالمناسبة استعرضت السيدة بن نخلة السياق العام لتنظيم هذا التدريب النوعي، وكذلك خطة العمل للحفاظ على السلاحف البحرية في البحر الأبيض المتوسط التي تؤطرها اتفاقية برشلونة، كما ذكرت بالمبادئ الأساسية لرعاية السلاحف البحرية وتقنيات التشريح المستعملة في هذا الإطار.
وبعد هذه الجلسة النظرية التي شرحت خلالها المبادئ الأساسية لرعاية السلاحف البحرية وتقنيات التشريح، أتاح النقاش استكشاف هذه المواضيع بمزيد من العمق قبل انعقاد جلسة التشريح العملية التي قادتها السيدة ألفة شعيب حيث سلطت الضوء على تقنيات تحليل أسباب الوفيات وأهمية جمع البيانات للحفاظ على هذه الأنواع.
فعاليات صباح اليوم الثاني من هذا الحدث، التي أطرها كل من مركز رعاية السلاحف البحرية، تونس، ومركز دراسة السلاحف البحرية والحفاظ عليها في البحر الأبيض المتوسط بفرنسا، تطرقت إلى أدوار مراكز الرعاية والتأهيل في التوعية والتثقيف البيئي ودعم البحث العلمي.
اليوم الثاني من هذا اللقاء العلمي والتدريبي جمع كذلك عدد من الفاعلين والمتدخلين في قطاع الصيد البحري، ممثلي المنظمات غير الحكومية، المراقبين والباحثين، الذين قدموا توصيات مهمة تهدف إلى تعزيز مختلف المبادرات المتعلقة بحماية السلاحف البحرية في المغرب.
اليوم الثالث والأخير من اللقاء أتاح للمشاركين زيارة المركز المتخصص في علوم الحيوان وهندسة الإستزراع المائي البحري بالمضيق المقترح لاستضافة أول مركز لإعادة تأهيل ورعاية السلاحف البحرية في المغرب، حيث كانت هذه الزيارة فرصة لمناقشة مختلف الجوانب التقنية واللوجستية لتشغيل وتطوير هذا المركز.
وللإشارة فقد شكل هذا اللقاء التدريبي، الذي استمرت فعالياته على مدى ثلاثة أيام، خطوة مهمة في اتجاه تقوية القدرات في مجال الحفاظ على السلاحف البحرية بالمغرب، كما أتاح تعزيز أوجه التعاون بين مختلف المتدخلين في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري مشكلا منصة للتبادل العلمي والتقني.
التبريس.