تمكن الشاب المغربي شهيد بنعيسى، المنحدر من إقليم الدريوش والذي كان قد تعرّض للاعتداء على يد القوات الصربية مطلع السنة الجارية، من استعادة حركة المشي بعد استفادته من عناية طبية وعمليات جراحية متتالية انتهت بتركيب أطراف اصطناعية، لقيام الأطباء ببتر أطرافه السفلية من الركبة حتى القدم، بسبب إصابتهما بتورم شديد جدا، وموت معظم خلاياهما.
وشوهد، أخيرا، الشاب المغربي شهيد بنعيسى، الذي يبلغ حوالي 21 سنة، عبر سلسلة من الفيديوهات يتجول في إحدى المناطق الصربية ويتنقل إلى بعض المراكز بطريقة شبه عادية بعد تركيب ساقين اصطناعيتين والإستفادة من عملية التأهيل والتأقلم والتدريب على المشي بهما، وذلك على يد أطباء وخبراء معالجين في المجال الجراحي والنفسي بعد فترة قاسية قضاها مهملا.
وكانت المؤسسة العالمية “تاويزا للإغاثة” التي يوجد مقرها بألمانيا، وبعد المناشدة التي وجها شهيد بنعيسى للمنظمات المدنية والمحسنين من أجل مساعدته، قد أخذت على عاتقها ملف التكفل به وإخضاعه للرعاية الطبية بإحدى المصحات الخاصة بصربيا، ومساعدته على إجراء العمليات الجراحية المطلوبة وتوفيرُ حصصٍ للترويض وكذلك تمويل عملية تركيب ساقين اصطناعيتين ليتمكن من المشي.
ولم يقف تدخل مؤسسة “تاويزا للإغاثة” التي يترأسها المغربي عبد السلام الغلبزوري، المتحدر من مدينة الحسيمة، عند هذا الحد، بل قادت ترافعا قانونيا قويا في هذا الحادث، وقامت بتكليف محامٍ صربي من أجل متابعة الملف قضائيا والنيابة عن موكله من أجل ترتيب مختلف الآثار القانونية في حق مُعنفيه المفترض انتماءهم إلى الحرس الحدودي الصربي، والذين تسببوا له في إلحاق عاهة دائمة بعدما عرضوه للضرب والتعنيف والإهمال.
وفي هذا الإطار كانت منظمة “تاويزا للإغاثة” قد واكبت شهيد بنعيسى أيضا في مراسلة منظمة العفو الدولية بصربيا وهولندا، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب من أجل إنصافه، كما انتقلت إلى إيطاليا من أجل تجميع الشهادات، من لدن مغربي كان مرافقا له خلال رحلتهما من تركيا مرورا بالبَلقان، حول ما تعرضوا له من ضرب وعنف على يد الحرس الحدودي الصربي بالحدود البلغارية الصربية.
وأفاد عبد السلام الغلبزوري رئيس مؤسسة “تاويزا للإغاثة” التي تتواجد عبر فروعها ب 19 دولة، أن الشاب المغربي شهيد بنعيسى، إلى جانب استعادته لحركة المشي، فملفه عرف منعطفا مهما على مستوى القضاء الذي من المنتظر أن يبت في الدعوى، بعد انطلاق جلسات محاكمة اثنين من قوات حرس الحدود الصربية بمدينة “Pirot” يوم الخميس 28 نونبر الماضي بحضور المحامي الصربي “ألادين سيموفيك”.
وللإشارة فهذا الملف يعود تحديدا لمطلع السنة الجارية، 2024، بعدما تعرض شهيد بنعيسى، وعدد من رفاقه الحالمين بالوصول إلى أوروبا، لاعتداء وضرب عنيف بمنطقة الحدود الصربية البلغارية، وقضائه بعد ذلك أياما في البرد والخلاء دون أن يتم إسعافه في الوقت المناسب، ولم تتم معالجته بالكيفية المثلى والمطلوبة بالرغم من نقله، في وقت لاحق، إلى مستوصف المدينة وكانت ساقيه تحتاج إلى تدخل مستعجل.
وبعد تدخل مؤسسة “تاويزا للإغاثة” تم نقله إلى المركز الاستشفائي بمدينة “نيش” حوالي 60 كلم من المدينة الاولى Pirot، حيث اكتشف الأطباء هناك أن حالته تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا لإزالة التورمات وتطهير الجروح مع خضوعه لعلاج دقيق بالأدوية، ولكن لم يكن لذلك أي أثر مما اضطر معه الطاقم الطبي إلى بتر ساقيه الاثنتين من الركبة وحتى القدم تفاديا لانتقال التورمات إلى باقي أنحاء جسده.
التبريس.متابعات