فرض تأشيرة إلكترونية مؤقتة على جماهير أفريقية قرار مغربي سيادي لا شأن للجزائر وتونس فيه ..

بقلم : عبد العزيز حيون
تعالت أصوات صحافة النشاز والجبن في تونس والجزائر تنتقد فرض المملكة المغربية تأشيرة إلكترونية مؤقتة على جماهير ثماني دول أفريقية بمناسبة “الكان” في محاولة لتشويه سمعة المغرب الطيبة ،متناسية أن هذا القرار هو قرار سيادي سبق لكثير من دول العالم أن فرضته وهي تحتضن تظاهرات رياضية عالمية.
صحافة “الجبن” في تونس والجزائر حاولت أن تظهر المغرب وكأنه الاستثناء في العالم بسعيه ل”حرمان” الجماهير العاشقة لكرة القدم من حضور تظاهرة القارية، وهي لم تجرأ على الكلام حين تعلق الأمر بروسيا في مونديال 2018 وقطر في مونديال 2022 والولايات المتحدة ومعها المكسيك وكندا في سنة 2026، وما الى ذلك من الدول التي اتخذت الاجراءات المماثلة لضمان النظام والأمن وتأطير حضور الجماهير التي لا محالة ستزور المملكة بالآلاف..
وفي ذات الوقت من حق المغرب كليا أن يضبط التوافد عليه ،خاصة وأنه أصبح دولة العبور ودولة الإقامة في ذات الوقت بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين بل وحتى للمهاجرين النظاميين الذين يستغلون التأشيرات المؤقتة للمكوث في المملكة، الفخورة بتطورها التنموي.
الصحافة الجزائرية والتونسية استغلت فرصة “التأشيرة الإلكترونية المؤقتة” لتصفية حسابات مقنعة وللإفراج عن مكبوتاتها إزاء المغرب بدون وجه حق ،وأطلقت العنان للسانها الخبيث في إطار “حرية التعبير” الموكولة في البلدين ويا للعجب !!! لقول أشياء عن المغرب لا توجد إلا في مخيلة المصابين بمرض إسمه “سيندروم المغرب” وعقدتهم التي لا دواء لها، وهم يرون المملكة تتقدم وتتقدم على كل الأصعدة، خصوصا في المجال الرياضي، وتوفر بنيات تحتية وصفها الجميع، بمن فيهم رئيس الفيفا جياني إنفانتينو العارف بخبايا الرياضة، ب “العالمية” والمفخرة للقارة السمراء …
وكان حريا بالصحافيين التونسيين والجزائريين أن يتكلموا عن الاستعدادات “المثالية” للمغرب لاحتضان التظاهرة الإفريقية الكبيرة وبعدها في سنة 2030 كأس العالم مع بلدين نموذجين في كرة القدم (إسبانيا والبرتغال) أو الحديث عن تشريف المغرب لأفريقيا وهو الوحيد في التاريخ الذي احتل صدارة تصنيفات الفيفا العالمية قاريا لثلاث سنوات متتالية وتقدم المنتخب المغربي إلى المرتبة الـ11 عالمياً في آخر تصنيف لكرة القدم ، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم.
و”التأشيرة الإلكترونية المؤقتة” أولا لا تخرج عن نطاق إجراء جاري به العمل من طرف الدول التي تحتضن التظاهرات الرياضية التي تستقطب جماهير بالآلاف و ثانيا لا تخرج عن نطاق التدبير العقلاني لقضايا الأمن ضمانا لسلامة المشاركين والمتفرجين وحتى لشعب البلد المستضيف ،مع العلم أن الاجراءات الخاصة بالتأشيرة، موضوع حديثنا، بسيطة للغاية مقارنة مع ما تعد له الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، ومن حقها تماما ما ستتخذه من إجراءات وفق ما يتناسب مع عقيدتها الأمنية وتصوراتها وقراراتها وتدبيرها لأمنها الداخلي، والتي لم تتجرأ عليها الصحافة “الخبزية” في تونس والجزائر.. كما أن الإجراءات المغربية “مؤقتة” ستنمحي بانقضاء التظاهرة الكروية القارية..
أنا لست في موقع الدفاع عن من قرر “التأشيرة الإلكترونية”، الذي أرى أنه قرار معقول وحكيم ورزين، لكن من باب الإنصاف للمغرب أشدد على أن المملكة من حقها أن تتبنى النظام الذي يريحها وشكل التدبير الأمني للتظاهرة الذي يناسبها خدمة لمصالح العاشقين لكرة القادم العليا، ولا حق لأي أحد أن يملي عليها ما يجب أن تفعله، وهي الدولة التي تدبر أمورها بنجاعة تلقى التنويه من الدول العاقلة..
وبلغت وقاحة الصحافة “الخبزية” في تونس والجزائر أن دعت الى “مقاطعة” نهائيات كأس الأمم الأفريقية بكل جسارة وبظلم وبهتان،.في محاولة بئيسة وجبانة لتقويض فعالية رياضية ستعطي صورة مثلى وحضارية عن القارة الأفريقية، في الوقت الذي كان على هذه الصحافة “البئيسة” ،التي تغطي الحقيقة بالغربال، أن تتحدث عن من يعرقل تكامل دول الاتحاد المغربي، الذي أعلن عن قيامه في 17 فبراير من سنة 1989 بمدينة مراكش، ومن يعرقل حق المغرب في وحدته الترابية، القضية “المقدسة” التي يحملها المغاربة في وجدانهم وثقافتهم ووعيهم الجماعي، كما عليها أن تتحدث بالجرأة اللازمة عن قضايا داخلية سياسية واجتماعية واقتصادية نعتبرها نحن المغاربة شأنا داخليا لا يعنينا في شيئ ولا نخوض فيه، لأن لدينا الكثير من الاهتمامات التي ستعود علينا بالنفع في اتجاه مسار تنموي رائد .
ما تتحدث عنه الصحافة “الخبزية” في تونس والجزائر جزئيات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحرك قيد أنملة المغرب ،لكن من واجبنا المهني الحديث عنها لنبين للقارئ والمتتبع الرياضي الى أي مستوى اندحرت فيه الصحافة في هذين البلدين واستغرقت في تفاصيل حيث يكمن شيطانها ،متناسية أن المملكة المغربية هي التي دافعت عنهم وعن قضاياهم في وقت الشدة ..
وهي مناسبة لندعوا أصحاب النظر القصير لمعالجة حالتهم البصرية التي تجعل رؤيتهم للأشياء البعيدة ضبابية وغير واضحة ،وللانتباه والتأمل أيضا في الأمور لفهم السنن الإلهية وتجنب الغفلة عن الحقائق المهمة في الحياة