اعتبرت عدد من الصحف الإسبانية أن احتجاجات جيل “Z” في المغرب تمثل أكثر من مجرد مظاهرات ظرفية، بل تكشف عن بروز فاعل جديد يفرض نفسه في الساحة الاجتماعية والسياسية. هذا المنظور، الذي ورد في أكثر من منبر، يسلط الضوء على رمزية جيل شاب يعلن حضوره بقوة، ويطالب بأن يكون جزءًا من النقاش العمومي، مستفيدًا من وسائط التواصل وأدوات العصر الرقمي.
صحيفة Diario de Mallorca توقفت عند مشاهد التشديد الأمني في العاصمة ومدن أخرى، لكنها شددت على أن ما يميز هذه التحركات هو طبيعة المشاركين فيها. فالشباب الذين خرجوا إلى الشارع لا يمثلون تنظيمات حزبية أو نقابية تقليدية، بل يعبرون عن رغبة جماعية في مواجهة غلاء المعيشة والهشاشة. وبهذا، فإن رمزية هذه التحركات تتجاوز اللحظة الراهنة لتضع أسئلة أعمق حول موقع الشباب في الحياة العامة.
من جهتها، أبرزت Diario de Ibiza أن هذه الاحتجاجات عكست اتساع الهوة بين انتظارات جيل جديد والسياسات العمومية القائمة. وأشارت إلى أن مطالب الشباب لا تقتصر على تحسين الخدمات أو توفير فرص الشغل، بل تعكس أيضًا وعيًا متزايدًا بضرورة المشاركة في صياغة مستقبل البلاد. وهو ما يمنح هذه الموجة بعدًا سياسيًا مضمرًا، حتى وإن لم تتبلور في شكل تنظيم واضح أو قيادة موحدة.
وتجمع هذه التغطيات على أن رمزية جيل “Z” تكمن في قدرته على فرض نفسه كفاعل جديد لا يمكن تجاهله، أكثر من كونه مجرد ظاهرة احتجاجية عابرة. فالإعلام الإسباني قرأ في هذه الدينامية مؤشرًا على تحوّل عميق في علاقة الشباب بالمجال العام، وما يترتب عن ذلك من رهانات على الاستقرار الداخلي ومستقبل الإصلاحات في المغرب، بما يتجاوز حدود الشارع نحو أسئلة السياسة والمجتمع.