إيداع المحرض على الاغتيالات سجن سيدي موسى

بائع “المسمن” المتحدر من وسط فقير بسيدي إسماعيل يواجه صك اتهام ثقيلا

تحركت سيارة شرطة تابعة لأمن الجديدة على الساعة الثالثة من بعد زوال أول أمس (الأحد)، نحو السجن المحلي سيدي موسى وعلى متنها “لحسن” شاب في ربيعه الـ 22، ليقضي لحظة حبس احتياطي على ذمة ما بات يعرف على نطاق واسع، بتصريحه لإحدى الجرائد الإلكترونية في خضم احتجاجات عرفتها الجديدة، الأسبوع الماضي، والذي تقمص فيه دور قائد تنظيم مفترض يأمر قوى عمومية بمعاملة محتجين بالحسنى، ويتوعدهم بأن تعرض واحد من هؤلاء لإصابة ستقابله إصابة عشرة في صفوف الأمن، وأمهل تلك القوات مهلة شهر وإلا سيبدأ مشوار اغتيالات.

من يكون لحسن “الزعيم”
تحرك فريق أمني من تلوينات مختلفة مباشرة بعد أن ذاع تصريحه بسرعة كالنار في الهشيم، وساد الاعتقاد أول مرة أن الأمر لربما يتعلق بزعيم تنظيم جهادي حملته موجة احتجاجات، الأسبوع الماضي، للكشف عن إمارته، وما زاد الأمر جدية هو أنه عرف كيف يتقمص دور ” الزعيم”.
وإذا كان “لحسن” قد أمهل الدولة شهرا للشروع في أوامره، فإن أمن الجديدة لم يمهله أكثر من 48 ساعة، لإيقافه في بيته القروي بدوار الرواحلة بتراب جماعة سيدي إسماعيل.
وخلافا لما ساد من أنه على قدر كبير من التعلم والتأطير، كشف البحث الأولي معه لحظة إيقافه، على الساعة السادسة من صباح الجمعة الأخير، من قبل فريق أمني تابع للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، أنه يتحدر من عائلة فقيرة وهو رابع إخوته وأنه توأم، ويبلغ 22 سنة ولم يتمكن من إكمال مشواره الدراسي، فالتحق بالجديدة بائعا للفطائر وهو المجال الذي ظل يشتغل به إلى حين إيقافه.

“سكران أنا وضيعت حياتي”
لم تمض على تصريحاته المدوية سوى ساعات قليلة، ولما استوعب خطورة أقواله خرج بتصريح آخر كشف فيه أنه لما أدلى بها، لم يكن في كامل وعيه وأنه كان تحت تأثير “البلية”، وزاد طالبا الصفح عنه من الدولة، ” سكران أنا لما أصدرت أوامري وتهديداتي، ولم أكن جادا فيها، وأطلب التجاوز عني”.
وزاد لحسن” لم أكن أقصد شيئا وليست لدي ميولات عدوانية، فقط وجدت أطفالا صغارا ملثمين ووسط حماس زائد أدليت بتصريحي، ورجاء أطلب التضامن معي حتى لا تضيع حياتي بسبب كلمات في ثوان، وأنا أجهل أن القانون يعاقب على ما قلته، لقد شاركت في الاحتجاجات ويمكن الرجوع إلى كاميرات مراقبة للتأكد أنني لم أقم بأعمال شغب”.

صك اتهام ثقيل
أمضى لحسن 48 ساعة رهن الحراسة النظرية التي أمرت بها النيابة العامة، ولم يخضع للتمديد من أجل تعميق البحث، وأحيل على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة، صباح أول أمس (الأحد)، يحمل معه تهما ثقيلة ضمنها التهديد بارتكاب جنايات وجنح أخرى، وفي الوقت الذي ساد في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع خبر إطلاق سراحه ومعانقته الحرية، كان للنيابة العامة رأي آخر لما أمر وكيل الملك بإيداعه السجن المحلي بسيدي موسى ومتابعته في حالة اعتقال، وحدد له أولى جلسات محاكمته، اليوم (الثلاثاء)، وهو ما قطع الشك باليقين، وأنهى سيل ما تواتر من أخبار عن إطلاق سراحه ومعانقته الحرية .
مقابل ذلك جاءت تصريحات على لسان متخصصين، لتؤكد أن القانون الجنائي المغربي أفرد فصولا متشددة في العقوبات إزاء كل الدعوات التي تحرض على ارتكاب جنايات.

دعوات واسعة للرأفة بـ”لحسن”
رافقت تصريحات لحسن أول مرة على الفضاء الأزرق، حملات تنمر وتصويره مرات بزي الفوهرر ” أدولف هتلر”، ومرات أخرى في أزياء أخرى، وانقسم ” الترند” إلى من يطالب برأس لحسن وإنزال أقصى العقوبات به صونا لأمن وسلامة الوطن، وإلى من يلتمس له ظروف التخفيف وأخذه بعفويته وتلقائيته وما ادعاه من وضع غير طبيعي شجعه على ” التصريح الممنوع” الذي عرضه اليوم للمساءلة والمحاكمة التي ينطلق أول شوط فيها اليوم (الثلاثاء)، بالقطب الجنحي تلبسي تأديبي، ومن المقرر أن يلتمس دفاعه مهلة للاطلاع على الملف وإعداد الدفاع.
عبدالله غيتومي