تاونات.. العطش يشعل غضب ساكنة بوعروس

انطلقت صباح اليوم، الاثنين 22 شتنبر 2025، مسيرة احتجاجية بجماعة بوعروس التابعة لإقليم تاونات، شارك فيها العشرات من أبناء المنطقة للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية. وأكد المحتجون أن معاناتهم اليومية مع أزمة ندرة المياه باتت تهدد حياتهم وحياة ماشيتهم، في ظل غياب حلول ملموسة من قبل السلطات. واعتبروا أن تحركهم يأتي بعد سنوات طويلة من الانتظار والوعود غير المنجزة التي عمقت الإحساس بالتهميش.
وركزت شعارات المسيرة على المطالبة بفك العزلة عن الجماعة التي تعاني من هشاشة في البنية التحتية. وأشار السكان إلى أن الطريق الإقليمية رقم 5319، التي تربط بوعروس بحجرية، لا تزال غير معبدة، ما جعلها عائقًا أمام تنقل الأشخاص والسلع، وأحد الأسباب الرئيسية في عرقلة أي دينامية تنموية محلية. وأكدوا أن وضع الطرق يساهم في رفع كلفة المعيشة ويضاعف معاناتهم اليومية.
في المجال الصحي، عبّر المشاركون عن قلقهم من غياب الخدمات الأساسية بالمركز الصحي المحلي، الذي يفتقر إلى طبيب دائم. وأوضحوا أن هذا الوضع يجعل المرضى، وخصوصًا النساء الحوامل والحالات المستعجلة، عرضة للخطر، إذ يضطرون إلى قطع مسافات طويلة نحو المستشفى الإقليمي بتاونات، وغالبًا ما يتم تحويلهم إلى مدينة فاس، وهو ما يزيد من حجم التكاليف والأعباء على الأسر.
كما لم يفت المحتجين إثارة ملف التعليم، مؤكدين أن الهدر المدرسي أصبح يهدد مستقبل أبناء الجماعة، خصوصًا الفتيات اللواتي يواجهن صعوبات كبيرة في متابعة دراستهن بسبب بُعد المؤسسات التعليمية. وطالبوا بإحداث ثانوية تأهيلية داخل بوعروس، باعتبارها خطوة ضرورية للحد من الانقطاع عن الدراسة، ووسيلة لإعطاء أفق جديد للأجيال الناشئة، وتقليص أشكال العزلة الاجتماعية التي تعانيها المنطقة منذ سنوات طويلة.
وفي ختام المسيرة، شدد المحتجون على أن رسالتهم موجهة إلى مختلف الجهات المسؤولة من أجل التدخل العاجل، وفتح أوراش تنموية حقيقية تستجيب لحاجيات الساكنة. وأكدوا أن مطالبهم تتلخص في الحق في الماء والتعليم والصحة والبنية التحتية، وهي حقوق يرون أنها أساسية لضمان العيش الكريم. كما دعوا إلى إدماج منطقتهم في المشاريع التنموية الوطنية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لأبنائهم.