“بوهيـا” تطالب بفك العزلة وحماية صرح التعليم العتيق

يطالب سكان دوار “بوهيا” بجماعة شقران، إقليم الحسيمة، بضرورة التدخل لمعالجة وضعية الطريق المؤدية إلى مركز الجماعة، أو عبر مسلك دوار تغانينت بجماعة إمرابطن المجاورة، مؤكدين أن تحسين هذا المحور الطرقي وتعبيده يشكل خطوة أساسية لفك العزلة عن المنطقة وضمان تنقل آمن ومستمر، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتحول الأمطار إلى عائق يحرم الساكنة من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ويبرز السكان أن أهمية هذه الطريق لا تنحصر في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل تمتد لتشمل دورها الحيوي في تسهيل الولوج إلى مدرسة التعليم العتيق ببوهيا، التي تستقطب سنوياً ما بين 20 و30 طالباً لحفظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الشرعية. وتعتبر هذه المؤسسة صرحاً دينياً ومعرفياً يحافظ على التراث الثقافي والروحي للمنطقة، وهو ما يجعل دعمها وحمايتها واجباً جماعياً يستدعي تضافر جهود مختلف الفاعلين محلياً وإقليمياً.
القائمون على المدرسة أكدوا أن المؤسسة تعتمد بشكل كبير على مساهمات المحسنين لتأمين ظروف التمدرس والإقامة للطلبة، مبرزين أن المدرسة تؤدي رسالتها التعليمية والتربوية في توفير بيئة ملائمة للتحصيل العلمي والروحي. وشددوا على أن استمرار هذه التجربة يحتاج إلى تدخل مباشر من السلطات لتحسين البنية التحتية، وضمان ولوج ميسر للطلبة، بما يوازي القيمة التاريخية والرمزية التي تمثلها المدرسة في وجدان الساكنة والمنطقة ككل.
ويرى المتتبعون أن الاستجابة لمطلب إصلاح الطريق المؤدية إلى بوهيا سيكون بمثابة اعتراف رمزي وفعلي بقيمة هذا الصرح التعليمي العريق، وانسجاماً مع التوجيهات الملكية الداعية إلى رعاية مدارس القرآن الكريم وتشجيع القائمين عليها والطلبة المنتسبين إليها، باعتبارها فضاءات لنشر قيم الوسطية والمعرفة وحفظ الهوية الروحية المغربية.