بين سهرات الجشع وأحلام الشباب: من يعبث بأولويات الوطن؟

بقلم: محمد القوضاضي

في الوقت الذي يبرهن فيه شبابنا، أبناء هذا الوطن، على انضباطٍ ونظامٍ غير مسبوق، مسخّرين طاقاتهم في مواجهة الفساد، والدفاع عن الحق في الصحة، والتعليم، والشغل، يطل علينا مشهدٌ آخر يبعث على الاستغراب: تنظيم بعض الجشعين لسهراتٍ باذخة و”تقاسر” تستفز مشاعر الناس.
هذه المشاهد لا تُمثّل فقط تناقضًا صارخًا مع الوضع الاجتماعي الحساس الذي تعيشه شريحة واسعة من المواطنين، بل تعكس استهتارًا صارخًا بالأولويات الوطنية.
فكيف يُعقل أن تُهدر الأموال في مظاهر بذخٍ فارغة بينما أقسام مدارسنا مكتظة، ومستشفياتنا تعاني من النقص، وآلاف الشباب يبحثون عن فرصة عمل تحفظ كرامتهم؟..
المفارقة مؤلمة: من جهة، أبناء الوطن يرفعون شعار المحاسبة والشفافية، مؤمنين بأن الإصلاح يمر عبر محاربة الفساد وتكريس العدالة الاجتماعية؛ ومن جهة أخرى ، فئة صغيرة غارقة في اللهو والاستعراض، لا ترى أبعد من حدود مصالحها الشخصية.
والمطلوب اليوم هو أن نعيد ترتيب الأولويات:
– الصحة أولا، لأنها أساس الكرامة الإنسانية.
التعليم ثانيًا، لأنه العمود الفقري لبناء مجتمع واعٍ ومبدع.
الشغل ثالثًا، لأنه الضمانة الحقيقية للاستقرار والعيش الكريم وتحقيق التنمية المستدامة .
ولقد حان الوقت لوقف هذا النزيف وضمان مستقبل أبنائنا والذي أهم بكثير من أي سهرة عابرة أو طاولة “تقاسر” لا تُغني ولا تُسمن من جوع.