أمل المنتخب الفلسطيني لكرة القدم في زمن الأحزان

كتب: عبد العزيز حيون
يجسد المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، المعروف بـ “الفدائي”، رسالة صمود وأمل في وجه الشلل الذي أصاب النشاط الرياضي المحلي بالكامل، إذ توقفت الدوريات وتدمرت المنشآت في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
ورغم المعاناة وتوقف الحركة الرياضية في غزة والضفة الغربية، يسعى المنتخب الفلسطيني إلى حمل قضية شعبه والاحتفاظ بمكانته كـ “سفير للسعادة” في أصعب الأوقات.
البنية التحتية تحت وطأة الركام والشلل التام..
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، أصيبت الحركة الرياضية الفلسطينية بالشلل التام. وتشير بيانات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى استشهاد مئات الرياضيين وتدمير أكثر من 70% من المنشآت الرياضية في قطاع غزة، حيث تحولت الملاعب إلى ساحات ركام أو مراكز اعتقال، كما حدث في ملعب اليرموك، فيما توقفت الدوريات المحلية بشكل كامل.
ووفقا للاتحاد الفلسطيني، فقد بلغت حصيلة المنشآت التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي في القطاع 269 منشأة.
المنتخب الوطني: سفير الأمل في المنفى..
في ظل هذه الظروف القاهرة، يواجه المنتخب الفلسطيني تحديات غير مسبوقة، أبرزها: الغياب عن الملعب المحلي ما يُجبر المنتخب على خوض مبارياته “المحلية” على ملاعب محايدة في الخارج، إذ لا يزال الحق الفلسطيني في استضافة مبارياته على أرضه (مثل استاد الشهيد فيصل الحسيني في رام الله) مسألة محل كفاح مستمر.
الضغط النفسي: أقر المدرب التونسي للمنتخب، مكرم دبوب، بأن اللاعبين يعيشون “قلقا مستمرا” وهم يتابعون أخبار عائلاتهم في غزة والضفة الغربية عبر هواتفهم، مما يجعل مهمتهم صعبة للغاية.
وعلى الرغم من كل هذه العوائق، نجح “الفدائي” في تحقيق إنجازات لافتة مؤخرا، كان آخرها التأهل التاريخي للمرة الرابعة على التوالي إلى نهائيات كأس آسيا، كما أنعش آماله في المنافسة على بطاقة الملحق المؤهل لـ كأس العالم 2026، مسجلا انتصارا مهما على الكويت مؤخراً.
وتتحول كل مشاركة دولية للمنتخب الفلسطيني، الذي يحتل المركز 96 عالميا في تصنيف “فيفا”، إلى رسالة وطنية ودبلوماسية، تؤكد على أن الرياضة الفلسطينية هي “منصة للمقاومة الثقافية”، ووسيلة لتعميم “شيء من الأمل” إلى قلوب المتعطشين للفرح في عموم الشعب الفلسطيني.
وفي سياق التواصل مع العالم، يستعد المنتخب الفلسطيني لإجراء مباريات ودية خلال شهر نوفمبر، في إطار سعيه للحفاظ على جاهزيته واستمرارية رسالته.