تعتبر مدينة مرتيل من بين المدن المغربية التي يزورها عدد كبير من السياح المغاربة والأجانب ، وخصوصاً في موسم الصيف، وهو ماشجع على بناء عدة عمارات ومركبات بشكل مضطرد.. غير أن بعض المنعشين العقاريين الجشعين استغلوا هذه الفرصة وشيدوا مركبات وعمارات مشوهة بهدف الربح أكثر تكثر فيها الخروقات والتجاوزات في البناء والتغاضي عن وضع تجهيزات السلامة..كما هو الحال في مركب سكني يوجد على مقربة من كورنيش مرتيل ولايفصله عن الشاطئ سوى عشرات الأمتار وبه عدة عمارات تتكون من 5 طوابق تأوي مايزيد عن 120 عائلة جلها من خارج مدينة مرتيل . وقد قام ببناء هذا المركب السكني شخص تطاول على مجال العقار بعد أن غادر وظيفته الاصلية .. وطرق ملتوية أحدث بالمركب خروقات وتجاوزات بالجملة تخص البناء و تجهيزات السلامة المنصوص عليها في دفتر التحملات… وفي هذا المركب تنعدم شروط السلامة والإغاثة ،فسلاليم النجدة غير متوفرة كما أنه لم يتم ربط العمارات وطوابقها بخراطيم المياه لمكافحة الحرائق والأخطار .. وأمام هذا الوضع الشاذ غير القانوني تبقى حياة الساكنة بهذا المركب مهددة عند حدوث أي خطر لا قدر الله ..
وتطالب ساكنة المركب تشكيل لجنة تقنية من المؤسسات المعنية لزيارة المركب من أجل الوقوف على هته الخروقات وتقييم مدى خطورتها وتهديدها لسلامة الساكنة ..وبالتالي اتخاذ التدابير اللازمة بشأنها وإعمال القانون ومضامين التشريعات الوطنية ذات الصلة ..
كما تجدر الإشارة إلى أن تضخم حجم المخالفات والخروقات في مجال التعمير من طرف منعشين عقاريين جشعين ،والتي حدثت خلال السنوات الماضية، بدأت آثارها السيئة تنذر بالخطر في عدة عمارات وإقامات سكنية وفي مدن مختلفة. حيث تنبه عدة ملاك إلى الأضرار التي بدأت مع مرور الوقت تظهر وتتسع في عماراتهم وشققهم مما دفعهم إلى اللجوء إلى القضاء من أجل إجراء معاينات وخبرات ومتابعة المنعشين العقاريين المعنيين وكل من له يد في ذلك ..
و قد تناولت عدة صحف وطنية وجهوية بعضا ً من هذه القضايا المطروحة أمام القضاء في عدة مدن مغربية كالدار البيضاء ومراكش وأكادير والعرائش وقد صرح المتضررون أن ما أصاب بناياتهم من أضرار بليغة هو مرتبط أساساً بالخروقات التي أحدثها المنعشون العقاريون فمنهم من اشتكى من التغييرات في التصاميم من أجل إضافة طابق علوي أصبح مصدراً للتسربات تتأذى منها جميع طوابق العمارة ، ومنهم من اشتكى من الغش في مواد البناء وجودتها مما تسبّب في حدوث تشققات خطيرة في الأساسات والأسقف ..ومنهم من اشتكى من انعدام التجهيزات اللازمة للوقاية والسلامة من الحرائق ، كانعدام سلاليم النجدة و عدم ربط الطوابق بخراطيم المياه لاستعمالها في إطفاء الحرائق ، و منهم من اشتكى من عدم احترام المعايير التقنية في بناء صناديق المصاعد الكهربائية واستعمال الآجور بدلا من الأسمنت المسلح ومنهم من اشتكى من عدم ربط الإقامة بشبكة الهاتف الثابت ، كما منهم من اشتكي من قيام المنعش العقاري ببيع سكنى حارس الإقامة و عدم توفير مكتب السانديك وإحداث البناء في الأجزاء المشتركة بالإقامة.
فكثيرة هي ومتنوعة تلك الخروقات التي يحدثها بعض منعدمي الضمير من المنعشين العقاريين بهدف الإثراء السريع، لكن مايقض مضجعهم هو الخوف من المستقبل ومفاجآته لذلك فهم يسعون بشتى الوسائل إلى التستر على ما أحدثوه من خروقات فمعظهم يحتفظ لنفسه بشقة ليكون هو السانديك ،وهي الصفة التي تمكنهم من الضغط على إرادة الملاك المشتركين وإثارة الفتنة بينهم لكسب مزيد من الوقت … هذه الخطة هي نفسها التي لجأ إليها المنعش العقاري ،الذي بنى المركب السكني المتواجد بالقرب من كورنيش مرتيل من أجل التستر على سيئاته ،كما أن حرصه على مصالحه الخاصة جعله يستغل صفة وكيل الاتحاد لتدبير أموره مما دفعه إلى خرق قانون الملكية المشتركة وإجبار الملاك على أداء مساهمات سنوية موحدة مخالفا في ذلك نظام الملكية المشتركة المودع من طرفه لدى المحافظة العقارية ،فأضاف بذلك سيئات جديدة إلى سيئاته القديمة فعاث فساداً في حقوق الملاك المشتركين وحرمهم من إقامة الجموع العامة ومناقشة مشاكل المركب والاطلاع على التقارير المالية ،وقد ظل على حالته تلك إلى أن تخلى عن التسيير معرضاً المركب للضياع …
متابعة