معطيات 8 ملايين تلميذ مهددة بالقرصنة في منظومة مسار ومواقع رسمية
في خضم الحرب السيبرانية التي تخوضها جهات معادية ضد مؤسسات عمومية ووزارات مغربية، استنفرت إدارة الدفاع الوطني، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لتحصين منظومة مسار ومواقع الوزارة من اختراق القراصنة.
وتوجد المعطيات الشخصية لأزيد من 8 ملايين تلميذ مغربي في وضعية هشة، وغير محصنة ضد القرصنة، بسبب عدم اعتماد نظام التحقق الثنائي بمنظومة مسار، التي تخزن فيها الوزارة جميع المعطيات الخاصة بالتلاميذ، سواء تعلق الأمر بمعلوماتهم الشخصية أو نقاط فروضهم وامتحاناتهم طيلة مسارهم الدراسي.
واستنفر محمد سعد برادة، الوزير الوصي، المفتش العام والمديرين المركزيين ومديري الأكاديميات والمديرين الإقليميين، للتحرك لوضع حد لهشاشة أنظمة تخزين المعطيات الشخصية للتلاميذ المغاربة، إذ وجه لهم دورية يأمرهم فيها بالإسراع بتحصين تلك المعلومات ضد مخاطر سيبرانية محتملة.
ورسم برادة خطة لتنفيذ هذه الإجراءات، بناء على توصيات إدارة الدفاع الوطني، من خلال تعزيز آليات الولوج إلى الأنظمة المعلوماتية الحساسة باعتماد تقنية التحقق الثنائي عوض الاكتفاء باسم المستعمل وكلمة المرور. ودعا برادة إلى اعتماد هذا النظام بمنظومة مسار، لضمان أمان البيانات وحماية المعلومات الشخصية للمستخدمين، إذ يتطلب النظام الجديد من المستخدمين إدخال رمز تحقق إضافي عن طريق هواتفهم عند تسجيل الدخول.
وقررت الوزارة البدء بالمعلومات الأكثر حساسية، خاصة منظومة مسار، والمرور في خطوة ثانية إلى تعميم نظام التحقق الثنائي تدريجيا، على باقي الأنظمة المعلوماتية الوطنية لضمان أمان شامل لجميع هذه الأنظمة.
ونصت دورية برادة على تحسين علب الرسائل بشكل تدريجي وتفعيل نظام التحقق الثنائي بها، على غرار ما هو معمول به حاليا بالبريد الإلكتروني ” تعليم. ما ” إضافة إلى توقيف تشغيل الأنظمة المعلوماتية خلال الفترات التي لا تستخدم فيها.
وعبرت الدورية الوزارية عن المخاطر التي تحدق بمعطيات التلاميذ، إذ جاء فيها أن الأمن السيبراني من أهم التحديات التي يواجهها المرفق العمومي في ظل التحول الرقمي، مما يستلزم حماية وسلامة البيانات والأنظمة المعلوماتية، بتقوية قدرات الاستجابة والرصد لمختلف التهديدات والمخاطر السيبرانية التي تستهدف مختلف المؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة.
عصام الناصيري