بقلم عبد العزيز حيون
وجد فريق من الباحثين من جامعة ميسيسيبي، وجامعة جورجتاون، وجامعة أول ميز (Ole Miss) أن خيار البحر – والمعروف أيضا باسم الهولوتوري- يمكن أن يكون مصدرًا طبيعيًا قويًا للمواد المضادة للسرطان.
ووفقًا لدراسة منشورة في مجلة Glycobiology، فإن سكرًا مستخلصًا من النوع المُسمى Holothuria floridana، يُعرف باسم كوندرويتين فوكوزيلاتو سلفات (sulfated fucosylated chondroitin)، قادر على تثبيط إنزيم Sulf‑2، الذي له دور مباشر في تطور أنواع معينة من السرطان.
وعلى خلاف مثبطات أخرى قد تؤثر على عملية التخثر وتزيد من خطر النزيف، فإن هذا “المركب البحري” لا يسبب أعراضا جانبية خطيرة وهو “ناجع أكثر” من أي دواء آخر .
وقد استخدم البحث العلمي المعني تقنيات مثل مطياف الكتلة (mass spectrometry)، والتحليل الحيوي، والنمذجة الحاسوبية، والتجارب المخبرية.
وفي هذا السياق أوضح الفريق العلمي أن “الحياة البحرية تنتج مركبات ذات تراكيب فريدة نادرًا ما توجد في الفقاريات البرية. السكريات في خيار البحر فريدة بشكل خاص” كما حدّد الباحثون مركبات مضادة للسرطان أخرى في هذه الكائنات، مثل جليكوسيدات تربينويدية وسابونينات.
وشرح فيتور بومن، أستاذ مشارك في علم الأدوية (pharmacognosy) بجامعة جورجتاون أن “الخلايا البشرية مغطاة بكم كبير من الغليكان، تقوم الإنزيمات بتعديلها كما لو كانت تقصّ أوراق شجرة ،و إذا استطعنا تثبيط هذا الإنزيم، فإننا من الناحية النظرية نكافح انتشار السرطان ..”.
لكن هناك تحدّي واحد : ندرة موارد خيار البحر:
يُعتبر خيار البحر مخلوقا نادرا، يُستهلك كطعام فاخر في دول المحيط الهادئ ويُستخدم في مستحضرات التجميل، ولكنه لا يتوافر بكميات كافية لاستغلاله على نطاق واسع.
قال بومن: “لا يمكننا ببساطة جمع أطنان من خيار البحر من المحيط، نحتاج إلى تطوير طريقة كيميائية لصنع المركب وتطبيقه في نماذج حيوانية..” .
في إسبانيا، تُنظّم صيد خيار البحر بشكل صارم،و تعتبره وزارة الزراعة والصيد الإسبانية من الموارد التي تتطلب ترخيصا خاصا، وتنص لوائح مثل AAA/1505/2014 على أن صيده مسموح فقط في مناطق محددة وبكميات محدودة لتجنّب استنزافه.