منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة أكد أن المنظومة الصحية بالمغرب أثبتت جدارتها
أكد معاذ المرابط منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، أن الحالة الوبائية المتعلقة بجائحة كورونا ببلادنا تتحسن أكثر فأكثر، وأن جمع المؤشرات سواء تعلق الأمر بالحالات الجديدة أوحالات الشفاء أوالفتكأوانخفاض عدد الحالات النشيطة تؤكد ذلك، غير أن الأمور حسبه ينبغي أن تأخذ بنوع من الحذر. وأضاف المرابط في تصريح خص به ” الصباح ” أن الحالة الوبائية التي باتت تنحصر جغرافيا في جهتي الدارالبيضاء سطات، وطنجة تطوان الحسيمة، لاينبغي التعامل معها بنوع من التساهل، بل ينبغي أن نكون حذرين، وأن نأخذ جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة، تجنبا لحدوث أي مفاجأة لايتمناها المغاربة جميعا. وبخصوص العوامل التي ساهمت في ارتفاع عدد المتعافين ببلادنا، وانخفاض نسبة الفتك في صفوف المصابين بالفيروس، أكد المرابط أن من بين هذه العوامل، الإجراءات التي اتخذها المغرب، خاصة إعلان حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي وإجبارية ارتداء الكمامات الوقائية وإغلاق المؤسسات غير الحيوية والمساجد وتعليق الدراسة الحضورية بصفة مؤقتة، إلى جانب الكشف المبكر الذي ساهم بدوره في ظهور حالات هينة ويسهل علاجها، مضيفا أن كل هذه العوامل ساهمت في انخفاض عدد الحالات الحرجة التي كانت تشكل في بداية ظهور الوباء نسبة 18 في المائة، ليصبح العدد إلى حدود أول أمس ( السبت ) 18 حالة فقط توجد بأقسام الإنعاش في مجموع التراب الوطني. كما أشاد المرابط بالعلاج المبكر وبالبروتوكول العلاجي الذي أثبت نجاعته في بلادنا، حيث ارتفع عدد المتعافين وانخفضت الحالات الحرجة، إلى جانب التزام المواطنين بجميع التدابير والإجراءات الاحترازية المعلنة، منوها بالجهود المبذولة من قبل جميع المتدخلين كل حسب اختصاصه، من أطباء وممرضين وصيادلة وسلطات محلية وأمنية وكذا المواطنين. وعن ازدياد حالات المصابين بجهتي الدارالبيضاء سطات وطنجة تطوان الحسيمة، عزا المرابط سبب ذلك إلى كون مدينتي الدارالبيضاء وطنجة تعرفان العديد من الأنشطة الاقتصادية وتتميزان بالكثافة السكانية، فكان من الطبيعي أن تظهر فيهما بؤر وبائية مرتبطة بماهو مهني. وعن تصوره بخصوص رفع الحجر الصحي، قال المرابط إن ذلك يظل مرتبطا بالعديد من القواعد العلمية وكذا بما ستتخذه الهيآت العلمية ببلادنا، مؤكدا على أن ذلك ينبغي ان يكون تدريجيا مع الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الوبائية ببلادنا، على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي، مشيرا إلى أن رفع الحجر الصحي لايعني التخلي عن قواعد النظافة وارتداء الكمامات وترك مسافة الأمان بين المواطنين، وأن الأخير ينبغي أن يكون سلسا ومرنا حتى لانفاجأ بعودة الوباء وتفرض القيود على المواطنات والمواطنين من جديد. وعن تصوره لوضعية الوباء مستقبلا، أكد المرابط أن جميع الفيروسات الجديدة يمكن أن تتطور إلى فيروسات موسمية، أو أمراض متوطنة أو متجددة كسارس الأول، هذه الأخيرة تختفي لكنها قد تعود كالكوليرا والطاعون، في حال وجدت مناخا يسهل عملية عودتها، خاصة في بعض الدول التي تشهد حروبا. وأضاف المرابط أن فيروس كورونا هو الأقرب من أن يكون مرضا متجددا أوموسميا، مؤكدا على ضرورة ارتفاع نسبة مستوى اليقظة، والكشف المبكر للحالات غيرالمقبولة التي قد تظهر والتدخل بسرعة. ووجه المرابط في نهاية تصريحه، رسالة إلى جميع المواطنات والمواطنين، أكد فيها على أن الدولة المغربية قطعت أشواطا كبيرة في محاصرة الوباء وترويضه وهذا أمر يحسب للجميع من سلطات أمنية ومحلية ومواطنين ومنظومة صحية التي أثبتت انها ليست كما كانت توصف قبل ظهور الوباء، إذ أنها أكدت جدارتها في مجال تدبير هذه الجائحة. ودعا المرابط المواطنين إلى المزيد من الالتزام والتضامن والتلاحم، والالتزام بالقواعد الأساسية كالنظافة والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتفادي التجمعات، وإلى المزيد من التعاون في مرحلة مابعد رفع الحجر الصحي، لكي تمر هذه المرحلة الانتقالية في أحسن الظروف باعتبارها مرحلة مهمة.
جمال الفكيكي ( الحسيمة )