بقلم :عبد العزيز حيون
مع هزيمة ريال مدريد أمام أرسنال الإنجليزي برسم منافسات دوري الأبطال الأوروبي وإقصائه المهين بعقر داره مع صعوبة إحراز فريق العاصمة الإسبانية لكأس الملك والدوري وكأس العالم للأندية تكون حقبة كروية مهمة لريال مدريد قد انتهت،وقد حان وقت الشراء والبيع ،بما يفيد النادي وبما يفرح جمهوره العريض .
ورغم أنه من المبكر الحديث عن المستقبل المنظور لريال مدريد ،خاصة وأن الفريق لازال ينتظره نهائي الكأس و دوري كأس العالم للأندية، فلابد من القول إن النادي الملكي لا يملك حاليا مقومات الفريق “المهاب ” ،فريق التحديات والانتصارات الخارقة للعادة و”الريمونتادات التاريخية”. فصورة ريال مدريد ،فعلا ، قد اهتزت و”تجرأ “عليه الكل وأصبح لعبه مكشوفا حتى أمام أضعف الفرق والمدربين “غير المصنفين ضمن كبار المهنة “.
هذا مع افتقار ريال مدريد للقدرة التنافسية وبروز عيوب كثيرة يحتاج فيها الفريق بداية لمدرب مبدع وذكي وحاذق وماهر في مهنته ،كما يحتاج إلى تغييرات عميقة على مكونات الفريق البشرية بدءا من المدير الرياضي الى الدكة التقنية الى اللاعبين في عدة مراكز .
فكارلو أنشيلوتي قد يستحق الثناء على كل ما حققه وأنجزه صحبة ريال مدريد ، لكن قراراته وتدبيره للاعبين وللمباريات لم تكن أبدا مقنعة حتى حين فاز الفريق الملكي بالكؤوس والبطولات ،فالفضل ،في أحيان كثيرة ،يعود في الغالب الى اجتهاد اللاعبين والحظ في بعض الأحيان ،وبالتالي يبدو أن نهاية حقبة “كارليتو” ومعه ابنه دافيد ولاعبين بعينهم قد انتهت وولت ،ويستوجب التفكير مليا في مدرب يصون تاريخ الفريق الملكي ويعطيه دفعة نوعية جديدة.
لكن قبل أن نذهب إلى أبعد من ذلك، فإن إلقاء اللوم على المدرب وحده هو أسهل شيء وأكثرها ظلماً ، وفق المحلل الرياضي الإسباني البارز إميليو كونتريراس ، إن “المتهمين الرئيسيين” هم من أعلى المستويات، بدءاً من الرئيس والمديرين الرياضيين.. والسبب عدم التعاقد مع بديل لتوني كروس الركيزة الأسياسية ، مع وجود دفاع “ناعم وشفاف وسهل الاختراق “بدون مدافعين من الطراز الممتاز ولا حتى متوسط ميدان “موثوق بهم ومجتهد “، مع عدم رغبة أصحاب الشأن في ريال مدريد في تعزيز الفريق عندما لم يكن لديهم ظهير أيمن بعد إصابة كارفاخال… ومع ذلك، فإن رسالة أنشيلوتي هذا العام لم تصل حين قال : “إنهم لا يركضون ولا يلعبون”،والسبب في رأيي الشخصي كثرة “الجنرالات ” وقلة “جنود الميدان”.
ورغم أنه من الصعب العثور على الكثير من المواهب في عالم كرة القدم يلائمون استراتيجية ريال مدريد التي لا يعرف خباياها إلا رئيس النادي فلورينتينو بيريث “الشحيح”، مع الكثير من المواهب المهدرة من الشبان ،الذين يتألقون بعيدا عن ريال مدريد . ولهذا السبب حان الوقت لتغيير اللاعبين بشكل جذري واستقطاب آخرين لهم كفاءة عالية وبأثمنة أقل، عكس ما يفعله دائما رئيس “الميرينغي” الذي يعشق دفع أموال طائلة في لاعبين لا يستحقون …والأمثلة كثيرة .
بالنظر إلى مدى سوء أداء ريال مدريد، لا بد من العثور على الأسباب في خط الوسط كما في الدفاع وحتى الهجوم . ولكن الرهان على القوة البدنية لكامافينغا وتشواميني وفالفيردي، بالإضافة إلى بيلينغهام، لا يكفي لملء الفراغ الذي تركه كروس وتألق مودريتش “الكهل” الذي يتميز بلياقة بدنية أحسن بكثير من لاعبين “محوريين ” للريال ممن يثق فيهم “كارليتو ” . ريال مدريد ،استعدادا للعام القادم ، بحاجة ماسة إلى حلول. قد يكون الحل في وسط الميدان داني سيبايوس، الذي برزت موهبته في ريال بيتيس وهو لازال يافعا ، لكن ريال مدريد يحتاج إلى لاعب من قيمة مارتين زوبيمندي (اللاعب الحالي لريال سوسييداد) أو لاعب من قيمة البرتغالي فيتينيا وسط ميدان باريس سان جيرمان ، وهما لاعبان يعطيان الحلول في وسط الميدان بذكاء خارق ،لتعويض كامافينغا وتشواميني الذين يبقى أداؤهما غير متوازن ومستقر على حال. وحان وقت رحيل لوكاس وألابا وميندي وميليتاو ،كما حان الوقت للتعاقد مع مدافع صلب وذكي من قيمة الشاب ديان هويسن الإسباني/الهولندي وظهير أيسر بورنموث الإنجليزي الجيد ،بالإضافة إلى ألكسندر أرنولد اللاعب الحالي لليفربول.
والى حين رغبة رئيس نادي ريال مدريد في جلب لاعبين من قيمة وتاريخ النادي الملكي سيبقى النادي متواضعا ولا يستحق الفوز بأي كأس أو بطولة ،إلا إذا شاءت “الأقدار” و”الظروف المناسبة” .