بقلم عبد العزيز حيون
كتبت الصحافية الإسبانية لوثيا تابوادا Lucía Taboada مقالا بعنوان “قل لي كيف تتعامل مع لاعب شاب صاعد، وأقل لك من أنت”، وهو مقال يحمل دلالات عميقة تلامس حقد وعدم وعي بعض الجماهير وعدم تشبعهم بقيم الرياضة ولا بمبادئ الإنسانية .
ورغبت في استعارة عنوان الصحافية الإسبانية لأشير الى ماحدث لبعض لاعبي المغرب التطواني الشباب الذين تعرضوا لظلم ذوي القربى ،وأقصد بذلك بعض المحسوبين على جمهور نادي الحمامة البيضاء ،فقط لأنهم حاولوا بكل جهد انقاذ الفريق من النزول المخزي ،ولم يكونوا أبدا السبب في هذا الواقع المؤلم لكل عشاق النادي التاريخي .
وليس العيب أن نسقط الى أقسام المظالم ،بل العيب أن نكرر الأخطاء ذاتها ونقبع في القسم الثاني ،والكل يتفرج على هذا المآل بشماتة ،دون أن يبذل ولو جهدا بسيطا ،وهناك من يتستر وراء أسباب قد لا تنفع نادي الحمامة البيضاء في شيئ ،بعد أن وقع ما وقع للأسف،وهو الآن في حاجة الى الأيادي البيضاء ليعود الى قسم الأضواء في أول فرصة ممكنة .
ومقال الصحافية الإسبانية يتعلق بلاعب ريال مدريد الشاب فيكتور مونيوث Víctor Muñoz ،الذي سيبقى يوم 11 ماي 2025 ،يوم الكلاسيكو الذي جمع البارصا بالريال وانتهى بالنتيجة المعروفة ، محفورا في ذاكرته بسبب سلوكات مسته شخصيا داخل وخارج الملعب .
فالاعب الواعد ، المولود في برشلونة عام 2003، والذي شارك لأول مرة مع الفريق الأول في الكلاسيكو ضد النادي الكتالوني ، حقق حلمه باللعب للفريق الملكي ، لكن بعض المحسوبين عن الفريق المنافس أبت إلا أن تفسد عليه فرحته ووجهت إليه سيلا من الإهانات على وسائل التواصل الاجتماعي .
وسبب الإهانة وكل أنواع السب المهين ليس هو الخطأ في حد ذاته الذي ارتكبه بل لأنه بدأ مشواره من البارصا في الفئات العمرية قبل أن يغير الوجهة .
في يوم الأحد الماضي، نزل فيكتور مونيوث إلى أرض الملعب في الدقيقة 88، متحمسا ومليئا بالأحاسيس ، في أجواء تنافسية صعبة جدا ، وتحديدا الكلاسيكو الذي سيحسم لقب الدوري الإسباني. وعندما كانت النتيجة 4-3، كانت لديه فرصة لا تقبل الجدل للتسجيل، لدرجة أنه لو انتهى به الأمر في منطقة الجزاء لكان ذلك بمثابة معموديته بلقب لا ينسى، لكن اللاعب الشاب أرسل الكرة بعيدا، كما قد يحدث للجميع .
وبعد ذلك، بدأ سيل الإهانات غير المفهومة على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل مباشر ، لدرجة أن لاعب الفريق الرديف اضطر إلى إلغاء خاصية التعليقات على حساباته الشخصية .
غادر فيكتور مونيوث الملعب وعيناه دامعتان، مدركا لخطئه، رغم أنه لم يكن على دراية بعدد الأشخاص الذين كتبوا اسمه في محرك البحث على إنستغرام لأول مرة ليعلنوا، بكل رجولة من على أرائكهم، أنه لا يصلح للعب ، وعليه الرحيل .
والأسوأ من ذلك أن أولئك الذين كرسوا أنفسهم لإهانة شاب يبلغ من العمر 21 عاما هم بالتأكيد نفس الأشخاص الذين كانوا يشكون من تردد كارلو أنشيلوتي لسنوات، قائلين إن أي شاب في المنزل سوف يكون أفضل من لوكاس فاسكيث، وأنه من غير المفهوم لماذا لا يمنح المزيد من الفرص للاعبين الشباب ،ولا يستفيد من الفريق الرديف،وربما هؤلاء يفضلون جلب اللاعبين الجاهزين وقتل المواهب ،بحثا عن النتائج السريعة .
واختتمت الصحافية الإسبانية مقالها بفقرة معبرة ،قائلة “أخبرني كيف تتعامل مع اللاعب الشاب كنادي وسأخبرك من أنت. ولكن الأهم من ذلك كله، أخبرني كيف تعامل لاعبا شابا كمشجع وسأخبرك من أنت”.