بقلم: زيد حيون
هل يمكن النجاة من هجوم نووي؟ وإذا نجوت، فكيف ستكون الحياة بعد ذلك؟
كل شيء يعتمد على مكان وقوع الهجوم النووي، أين تعيش، وما هي الآثار اللاحقة، هل ستصل الإشعاعات الى موقع تواجدك ؟ وماذا سيحدث للموارد المائية، والمنتجات الغذائية والمحاصيل الزراعية؟
كما أن النتائج الصحية لمثل هذا السيناريو الخطير ستكون كارثية.
الإشعاع الأولي سيسبب متلازمة الإشعاع الحاد لدى الأشخاص القريبين من مواقع الانفجار، بأعراض مثل الغثيان، والقيء، وقد تؤدي إلى الوفاة في غضون أيام في الحالات الشديدة.
لن يكون هناك طعام آمن من الإشعاع، هذا إذا بقي هناك مكان يمكن العودة إليه أصلًا.
الدول الواقعة في وسط وشرق أوروبا، مثل ألمانيا، بولونيا، وإيطاليا، ستكون الأكثر تعرضا للخطر بسبب موقعها الاستراتيجي، في حين ستتمتع الدول الطرفية ،مثل البرتغال وأيرلندا بحماية نسبية.و حتى إسبانيا، بفضل موقعها جنوب القارة، قد تبقى خارج نطاق أي هجوم نووي محتمل.
لكن كل شيء يعتمد على من يشن الهجوم وضد من؟.
إذا كان الهجوم موجّها ضد الناتو، فإن غالبية القارة، بما في ذلك الدول المحايدة، مثل السويد وفنلندا والنرويج، ستكون في قلب النزاع.
أما إذا كان الهجوم يستهدف منطقة اقتصادية معينة أو يهدف إلى شلّ القارة، فستكون ألمانيا أو فرنسا من أوائل المتضررين.
وإذا كان مصدر الهجوم من الشرق الأوسط، فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستكون الأكثر تأثرًا.
أما إذا جاء من روسيا، فستكون الدول المجاورة، مثل دول البلطيق، هي أول من يتلقى الضربات، مع احتمال أن تمتد التأثيرات لاحقا إلى الداخل الروسي نفسه.
ولابد أن نضع في الحسبان أن مكان سقوط القنبلة سيُحدث فرقا كبيرا.
الرأس النووي الواحد قد ينتج موجة انفجارية مدمّرة على نطاق 1 إلى 2 كلم، ويتسبب في حرائق ضخمة، وإشعاع غاما القادر على التسبب في متلازمة إشعاعية حادة في المناطق المجاورة.
لكن الأخطر من ذلك هو المطر الإشعاعي، إذ ستحمل الرياح الجزيئات الملوثة لتنتشر عبر الهواء وتلوّث التربة والماء والهواء على بُعد مئات الكيلومترات، ما يجعل الحدود بين الدول بلا معنى.