كتب:زيد حيون
ليون، أحد أعمدة كرة القدم الفرنسية، يعيش اليوم واحدة من أحلك لحظاته منذ تأسيسه.
ففي خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاثة عقود، تم الإعلان رسميًا عن هبوط النادي إداريًا إلى الدرجة الثانية، وذلك بعد فشل إدارته في تسوية أزمة مالية خانقة تجاوزت نصف مليار يورو.
طوال الموسم الماضي، كان الوضع المالي لليون مصدر قلق داخل أروقة الكرة الفرنسية.
محاولات الإنقاذ كانت كثيرة، من بيع لاعبين، إلى تقليص الرواتب، إلى تقديم خطط إنقاذ مالية تعتمد على ضخ رأس المال من المجموعة المالكة، لكن هيئة الرقابة المالية لم تقتنع بالضمانات، واعتبرت أن وضع النادي لم يعد يفي بالشروط الضرورية للاستمرار في دوري الدرجة الأولى “لا ليغ 1”.
القرار جاء قطعًا بعد اجتماع حاسم صباح اليوم الثلاثاء، إدارة النادي تفاجأت من وتيرة التشديد، لكنها لا تملك الكثير من الخيارات في الوقت الحالي.
ورغم أن الهبوط جاء إداريًا وليس رياضيا، إلا أن تبعاته ستكون قاسية: خسائر بملايين اليوروهات من حقوق البث، وانهيار في قيمة العلامة التجارية، وغياب عن الواجهة الأوروبية.
في الكواليس، يدور حديث عن نية للاستئناف، وربما محاولة أخيرة لتأجيل القرار أو تعليقه، بشرط تقديم خطة مالية عاجلة تثبت التزامات واضحة وجدولاً زمنيًا لتسوية الديون.
إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى أن فرص النجاح ضئيلة ما لم تحدث معجزة مالية حقيقية خلال أيام قليلة.
هبوط ليون ليس مجرد قصة أزمة مالية ،إنه انعكاس لفشل نموذج إدارة يعتمد على توسع غير محسوب واستدانة غير مضمونة، ضمن مشروع رياضي وتجاري فقد توازنه. النادي الذي أنجب نجوماً ،مثل بنزيمة وتولالان وفكير، يجد نفسه اليوم في نفق مظلم، حيث يحتاج إلى أكثر من مجرد خطة محاسبية للخروج من المأزق .
كما يحتاج هذا النادي المرجعي إلى إعادة بناء ثقة، داخل الملعب وخارجه.
قد تكون هذه النهاية لحقبة، لكنها ربما تكون أيضًا بداية جديدة، إن أحسن النادي استغلال الصدمة لبناء مشروع أكثر واقعية، بعيدا عن الأوهام الاستثمارية والطموحات غير المستندة إلى قواعد ثابتة.
ليون سقط، لكن تاريخه الكبير يمنحه الحق في النهوض من جديد.