انطلاق الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي ببرنامج متنوع
انطلقت مساء الجمعة 26 شتنبر 2025، فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي في نسخته السادسة والأربعين، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وتشكل هذه الدورة امتداداً للبرمجة السنوية التي وُزعت على ثلاث مراحل، ربيعية وصيفية وخريفية، حيث تخصص المرحلة الحالية للندوات الفكرية والفنية والإبداعية بمشاركة واسعة لعدد من المفكرين والأدباء والفنانين من مختلف أنحاء العالم.
واستُهل البرنامج بندوة تكريمية للراحل محمد بن عيسى تحت عنوان «محمد بن عيسى.. رجل الدولة وأيقونة الثقافة»، في إطار “خيمة الإبداع”، بحضور شخصيات ثقافية وسياسية ودبلوماسية وفنية من المغرب والخارج. ويأتي هذا التكريم باعتباره لحظة وفاء لرجل ارتبط اسمه بالموسم منذ تأسيسه، وأسهم في ترسيخ مكانة أصيلة كفضاء عالمي للحوار الثقافي والفكري، وكرمز للمزج بين الدبلوماسية والثقافة والفن عبر مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود.
ويتضمن البرنامج ندوتين مخصصتين للفنون التشكيلية، الأولى حول موضوع «الفن وسلطة التقنية»، والثانية حول «المؤسسة: المفهوم والتحقيق». كما يشمل تكريماً للفنان المغربي عبد الكريم الوزاني، إضافة إلى ندوة فكرية بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، موجهة لمناقشة المبادرة الأطلسية ورهاناتها الإفريقية. وتندرج هذه اللقاءات في إطار تعزيز التبادل الثقافي وإغناء النقاشات الفكرية المرتبطة بمستقبل الفن والإبداع والتنمية في المنطقة.
وفي الجانب الإبداعي، يعود الموسم لتسليم جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي، التي توجت هذه السنة الشاعرة الإيفوارية تانيلا بوني. كما يتضمن البرنامج معرضاً فوتوغرافياً تكريمياً للراحل محمد بن عيسى، ومعارض جماعية لأعمال فنية وأخرى موجهة للأطفال. وإلى جانب ذلك، تنظم ورشات متنوعة تشمل مشاغل الفنون التشكيلية والمسرح والتنمية الذاتية، فضلاً عن أنشطة تربوية وإبداعية موجهة للطفل، بما يرسخ مكانة الموسم كمنصة تحتضن مختلف أشكال التعبير الفني والثقافي.
وتسعى الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي إلى تكريس موقع المدينة كجسر للحوار والانفتاح، وتعزيز حضورها كمنبر عالمي يجمع بين الإبداع والفكر والفن. ويؤكد برنامج هذه السنة على أن الموسم لم يعد مجرد تظاهرة فنية وثقافية، بل تحول إلى مشروع متكامل يروم ترسيخ قيم التعددية والانفتاح، وجعل الثقافة أداة للتنمية المستدامة والتواصل بين الشعوب، بما يعزز إشعاع المغرب كفضاء للتنوع والتلاقي الحضاري.