ألتبريس.
لم تعد الحركة الامازيغية متشبثة بلغة امازيغية معيارية عن قناعة، وإنما لإرضاء ارث كل واحد فيها خصص وقته النضالي والجمعوي أو في البحث الجامعي عن لغة موحدة أو هما معاً. ونظراً لما يعنيه ذلك من بناء لإرث نفسي واجتماعي موضوعي زعَم هذا التيار الغالب بل والمهيمن في الحركة الامازيغية على المسألة فاعتبَر ما دون لغة أمازيغية موحدة هو تشتيت وإضعاف للغة أمازيغية موحَّدة ليست موجودة في عالم الحقيقة وإنما في أماني وأحيانا في ادعاءات سميت باطلاً بحُججِ “علمية لسانية” من طرف هذه المجموعات والجمعيات. ومصدر هذه النزعة هو التمسّك بذلك الرأسمال وعدم الجرأة في تغيير القناعات.
فلو اختارت الحركة الأمازيغية أن تُراجع سريعاً وضع لغة قريبة منا ربما لفهمنا الأمر بشكلٍ أفضل، فاللغتان الإغريقية القديمة واللاتينية تتوفران معاً على تراثٍ مكتوب يجعلهما جاهزتين للتعامل الرسمي الإداري أو التربوي بهما سوى أن لا أحد يجد اليوم من المقنع العودة إليهما بدلا عن عدد من اللغات الأوروبية المختلِفة. وإن كان الأمر كذلك للاتينية مثلا فماذا سيُقال عن الامازيغية التي لم تُكتب في المغرب سوى بشكلٍ نادر وحسب المناطق في العقود القليلة الماضية. وتتميّزُ العبرية في هذا الصدد بطابعها التوراتي المقدس، ولذا قامت إعادة هيكلتها في السياسة الإسرائيلية على جوانب الدولة اليهودية التي هي بالأساس تطابق ين الدين والدم والدولة خلافاً للاتينية. وهذا ما ليس من شأنه أن يُغري أحداً منا، بالخصوص بالنسبة للأمازيغية التي بالإضافة إلى أنها لغات متنوعة فهي لا تستند لأي تراثٍ ديني ولا تنازُعي عرقي ولا حتى سياسي تنظيمي مثلها مثل العبرية أو حتى العربية.
لذا، ندعو إلى مراجَعة لهذه المسألة التي يبدو أن الحركة الأمازيغية ستضيّعُ فيها الكثير من الوقت إن استمرّ الأمر على حاله.
كريم مصلوح.