غادر العديد من الأسر مساكنهم مؤخرا مخافة أن تهوى الجدران الاسمنتية فوق رؤوسهم، وذلك بسبب تصدع القشرة الأرضية الباطنية التي بنيت فوقها العديد من الدور السكنية بشارع سيدي إيفني، فمع بداية الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2012، حلت العديد من مصالح السلطة المحلية ورجال الأمن والوقاية المدنية يتقدمهم والي الجهة محمد الحافي ورئيسة المجلس البلدي لاستجلاء حقيقة تصدع جدران وأساسات أربع منازل مهددة بالانهيار، بسبب انجراف كميات مهمة من التربة الباطنية، وقد عمد المسؤولون لإفراغ المنازل المهددة من ساكنتها تفاديا لما لا يحمد عقباه، ومخافة أن تفاجئ الانهيارات في التربة قاطني الشارع المذكور أثناء نومهم.
السلطات الأمنية قامت بضرب طوق أمني على شارع سيدي إيفني، كما قامت بمنع المواطنين من المرور، وحسب مصادر مطلعة فإن انهيارات سابقة كانت قد عرفها المكان ذاته نهاية الثمانينات وأدى إلى سقوط ما لا يقل عن أربعة منازل، وأضافت المصادر ذاتها أن المنطقة كانت في السابق عبارة عن وادي كبير يخترق حي باريو، حيث من المحتمل أن تكون المنازل المهددة بالسقوط قد بنيت على تربة هشة ومهددة بالانجراف.
رئيسة المجلس البلدي للحسيمة أكدت في تصريح خصت به الصحافة أن المجلس يوجد قيد وضع دراسة حول المكان، لتحديد الأضرار المحتملة التي يمكن أن تلحق بدور ساكنة سيدي إيفني بحي سيدي عابد، وأضافت أن المجلس سيعهد للمختبر العمومي للدراسات بإجراء دراسة حول الموقع، مؤكدة أن المكان وبنيته الهشة لا يحتمل تشييد مباني بأزيد من طابق واحد، لأن ذلك من شأنه أن يعرض أرواح الساكنة للخطر.
ويوم 20 أكتوبر الجاري أثمرت المجهودات التي أبداها المجلس والسلطات الإقليمية في شخص والي الجهة محمد الحافي، بتخصيص دعم مشروع إعادة هيكلة الدور المهددة بالانهيار بشارع سيدي إفني، وإعادت ترميم الأخير الذي كان قد عرف تصدعات بليغة، مصادر مطلعة أكدت للمجلة أن الدور السكنية كانت على وشك حدوث الكارثة، وذلك لولا تدخل المجلس والسلطات التي أوكلت للمختبر العمومي للدراسات ( L.P.E.E ) مهمة إعداد دراسة حول الموقع، هذا الأخير سارع إلى إعداد مشروع تهيئة استعجالي لوقف حدوث المزيد من الانهيارات في التربة الهشة، وذلك بملء الفراغات الباطنية بكميات مهمة من التراب والحصى، وقد أدت المجهودات المبذولة للتدخل بشكل مستعجل لإنقاذ العديد من البنايات من انهيارات حقيقية، كما لازالت الأشغال جارية لتطويق أماكن الانهيار، ومنع وحدوث المزيد منها.