ظاهرة تستوجب الوقوف عندها، ودراستها جيدا، فأن يحتشد العشرات من الشباب على شاطئ في مدينة “مرتيل” ليلا ويرددوا شعارات يطالبون من خلالها، بالسماح لهم ب”الحريك” عبر زوارق “الفانتوم” التي تزور السواحل المغربية في غفلة من حراس الشواطئ، ويرددوا شعارات تمجد اسبانيا، ليس له سوى تفسير واحد، هو أن الشباب لم يعودوا يطيقون العيش في بلدهم، ويرغبون بالنزوح الجماعي باتجاه الضفة الأخرى، بل أكثر من ذلك يطالبون السلطات بالسماح لهم بالمغادرة، ما يعني أن ثمة اختلالات شتى كانت مترسخة في السياسات المتبعة، بدأت تعطي نتائجها السلبية على البلاد والعباد من الشباب، فأمام التصريحات المحتشمة للناطق الرسمي باسم الحكومة، المصطفى الخلفي بحر الأسبوع الجاري، بشأن انخفاض معدل الهجرة السرية مقارنة بالسنة الماضية، وهي التصريحات التي تكذبها الجهات الأخرى، لا تظهر في الأفق أية مبادرات عملية لوقف نزيف الهجرة الذي يراود معظم الشباب، الذين أصبح كل حلمهم في بلدهم، هو أن يغادروه، بعد أن بات الوطن عاجزا على احتضانهم، وتوسيع آفاقهم، ويجعلهم يستفيدون من امكانيات بلادهم وخيراتها، فعلى الحكومة، أن تتجنب هذه المرة الخرجات الاعلامية المطمئنة، وتعمل على إشهار مقاربتها ل” تفهمنا ” كيف أصبح المغاربة يحلمون بالهجرة السرية ويمجدون اسبانيا، التي لازالت تستعمر جزء من بلدنا، مفضلين التيه والموت في البحر على البقاء، فهل آثرت الحكومة تصريف أزمتها بالسماح للشباب بالمقامرة بحياتهم، بدل أن تعمل على التفكير في انقاذهم حتى يعيشوا بكرامة في بلدهم المغرب.
ما حدث ليلة السبت – الأحد بأحد شواطئ مارتيل، يستحق الوقوف والقراءة الموضوعية، فإذا تحول “لحريك ” لمطلب شعبي فإن ما تبقى من الأمل لدى المغاربة سيتم قتله، وسيجعل من الجميع يفكر في الافلات بجلده من وطن يحس أنه لم يتسع له.
ألتبريس.