ألتبريس: متابعة
بعد مضي مائة عام على توقيع معاهدتي الحماية الفرنسية والاسبانية بالمغرب، والذي شكل منعطفا في تاريخ الامازيغ قاد الى زعزعة كيانهم وتدمير بنياتهم الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وعلى هامش الندوة الوطنية التي نظمتها جمعية أمغار(خنيفرة) بتنسيق مع الكونكرس العالمي الأمازيغي، الإختيار الأمازيغي و جمعيات : ماسينسا (طنجة)، أسيد (مكنــــــــاس) والهوية (الناضور) بمدينة خنيفرة يومي 24 و25 نونبر 2012 تحت عنوان “1912-2012 : مائة عام من المقاومة الامازيغية”، اجتمعت الجمعيات والمنظمات الامازيغية الممثلة لكل مناطق المغرب للوقوف على حقيقة ما جرى قبل وطيلة وبعد حقبة الحماية ومساءلة الاطروحات الرسمية المتداولة حول الاحداث المأساوية التي طبعت هذه الفترة من تاريخ المغاربة وما اكتنفها من طمس وتزييف ممنهجين للحقائق خدمة للقوى الاستعمارية ولمصالح النخب الداخلية المتواطئة معها.
وقد كان هذا الإجتماع مناسبة لاستحضار الملاحم البطولية للامازيغ في مواجهة الالة الاستعمارية التي دمرت الانسان والارض مقترفة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية باستعمال الاسلحة الفتاكة والغازات السامة ضد المدنيين العزل والاطفال والنساء والشيوخ، والتي أتلفت الممتلكات وقتلت بوحشية ما يزيد عن 700 ألف شهيد وعدد لا يحصى من الجرحى والمعطوبين.
كما وقف المجتمعون على واقع مغرب ما بعد اكس ليبان التي أسست لنظام سياسي جديد منح شرعية للنخب التي أنجبها الاستعمار لضمان وجوده وتأمين مصالحه. وبالمقابل، تم تكريس سياسة عدائية قائمة على إنكار التاريخ والوجود الامازيغيين والحكم على الانسان الامازيغي بالعيش في الهامش بعيدا عن مراكز القرار.
في هذا السياق، نوجه – نحن الجمعيات والمنظمات الامازيغية الموقعة أسفله- للجهات المعنية وللرأي العام الوطني والدولي مايلي :
– أن توقيع معاهدة الحماية من طرف المخزن آنذاك شرعن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق الامازيغ.
– أن ”الإستقلال” المترتب عن إكس ليبان يشكل غطاء لاستمراية الهيمنة الإستعمارية والمتواطئين معها، حيث لا تزال القوانين التي سنتها الحماية لنهب الممتلكات ونزع الأراضي والسطو على الثروات الطبيعية والتهجير القسري للساكنة لا تزال سارية المفعول. فعوض إلغاء القوانين الإستعمارية وإرجاع الإراضي وخيراتها إلى ذوي الحقوق الأصليين، لجأ نظام ما بعد إكس ليبان إلى تعميق الجراح عن طريق التفقير والإقصاء والتهميش وقمع كل الأصوات المطالبة بالحق والعدل والإنصاف.
وعليه، نطالب
I. د ولتي فرنسا واسبانيا ب :
– تقديم اعتذار رسمي للشعب المغربي عن الجرائم التي ارتكبتاها خلال فترة الحماية.
– تعويض الخساْئر الفادحة المترتبة عن هذه الجرائم ووضع حد للسياسة الإستعمارية اتجاه المغرب.
– احترام حق الشعب الازاوادي في تقرير مصيره وعدم التدخل في شؤونه.
II. الدولة المغربية ب :
إرجاع الأراضي المسلوبة إلى ذويها الاصليين والاعتراف بحقوقهم في استغلال خيراتها الطبيعية.
جبر الضرر الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي الذي لحق المناطق المتضررة من جراء مقاومة الإستعمار.
الافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين للحركة الامازيغية.
إعادة كتابة تاريخ حقبة الحماية بشكل علمي وموضوعي احتراما للذاكرة الجماعية وتكريما لشهداء الحرية.
فتح أرشيف حقبة الحماية وإنشاء مراكز لحفظ الذاكرة تمكن المغاربة من معرفة حقيقة تاريخهم واسترجاع هويتهم.
رفض كل كيان مصطنع ودخيل على الصحراء المغربية وعلى كل أراضي تامازغا.
استرجاع كل المناطق المغربية المحتلة وعلى رأسها مدينتي سبتة ومليلية.
III. دولتي المغرب والجزائر ب :
– الفتح الفوري للحدود التي تمزق وحدة الشعبين المغربي والجزائري الشقيقين.
– السعي الجدي إلى بناء اتحاد شمال إفريقي قائم على أسس الديمقراطية وقيم المواطنة.
وإذ نعتبر أن ما نتج عن هذه الحقبة الاستعمارية من آثار سلبية لازالت تداعياتها تحول دون تحقيق تطلعات وآمال الاجيال الحاضرة، فإننا نؤكد عزمنا على مواصلة النضال من أجل انتزاع حقوقنا التاريخية، الثقافية، السياسية والاقتصادية ومن أجل دولة الحق والقانون والمواطنة.
خنيفرة في 25-11-2012
الجمعيات والمنظمات الامازيغية الموقعة :
1. جمعية أمغار – خنيفرة
2. جمعية أسيد – مكناس
3. جمعية ماسينيسا – طنجة
4. جمعية الهوية – الناضور
5. الكونكرس العالمي الامازيغي
6. الاختيار الامازيغي
7. جمعية إمال – مراكش
8. جمعية بوكافر– ألنيف
9. جمعية تاوادا – وارزازات
10. جمعية تيللي – كولميمة
11. الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي
12. جمعية تاماينوت – تنجداد
13. جمعية تودرت – خنيفرة
14. جمعية تاوادا – صفرو
15. جمعية تيسوراف – وطاط الحاج
16. جمعية تانكرا للتنمية الشاملة – تنغير
17. جمعية تامونت – تازوظا، صفرو
18. منظمة الشباب الأمازيغي
19. فرنسا- المغرب للتضامن – مونبلييه