تباينت أراء الأساتذة المشاركين في الندوة الجهوية الثانية المنظمة من قبل جمعية ” ألتبريس ” للاعلام البديل حول ” الاعلام ودوره في التعريف بالتراث الثقافي والمعماري ” . وشهدت الندوة التي احتضنها المركب السوسيو – رياضي بمدينة الحسيمة مداخلات قيمة وساخنة من قبل ثلة من المتخصصين في مجال التراث، أعقبتها ردود لامست الموضوع سالف الذكر. وأكد المتدخلون على الدور الكبير للاعلام في تفعيل التنمية الثقافية من خلال الاستغلال الأمثل للمواقع الأثرية الموجودة في بلدنا، مشيرين الى وجود تطور ملحوظ لوسائل الاعلام في اهتمامها بالتراث الثقافي والمعماري وتحسيسها بالحفاظ عليه، معتبرين ذلك امرا ضروريا في الوقت الراهن. واعتبر الاستاذ العربي المصباحي المحافظ الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة، عملية توظيف واستغلال التراث بنوعيه في التنمية مرتبطا بالتعرف عليه وإحصاء مكوناته، وبالتثمين الثقافي والمعرفي له، اضافة الى صيانة المعالم التاريخية وترميمها لرد الاعتبار لها، مستدركا بالقول ان ذلك لن يتم في غياب سياسة اعلامية واضحة ووجود اعلام متخصص في الثقافة.
الأستاذ جمال البوطيبي أشار من جهته أن الهدف من ندوة اليوم أكيد حركتها الغيرة على إرثنا وتاريخنا والهدف هو إبراز دور الإعلام في إشهار وإظهار هذا التراث حتى يتمكن المهتم والباحث والسائح والمثقف من التعرف عليه عن قرب.
وأكد البوطيبي هو ان الدور الإيجابي للإعلام هو تخصيص جانب او حيز للتعريف بإرثنا الهوياتي والتاريخي والاثري وهو ما يزيد المواطن تشبتا بهويته ووطنه، ويعطي بذلك إشعاعا لثقافته ومعارفه وأعرافه ومواسمه الخاصة.
الاعلامية فاطمة قبابي أكدت غياب الثقافة التراثية في وسائل الاعلام، مطالبة بتأسيس أرضية صلبة لاعطاء انطلاقة حقيقية لاعلام متخصص في التراث، متسائلة هل يمكن ابراز التراث اعلاميا دون تشويهه. وألحت المتدخلة على ضرورة تكوين اعلاميين متخصصين وانشاء برامج واعدادها اعلاميا للحفاظ على التراث، اضافة الى توعية الأجيال الناشئة بذلك واقامة معارض وتنظيم رحلات استكشافية الى المناطق التي تزخر بهذه المعالم. وتطرق الأستاذ رضوان الطاهري الى أهمية التراث كورش ثقافي مفتوح في مواجهة العولمة السلبية ولما له من دور في تحريك عجلة التقدم، مطالبا الجميع بالانخراط في هذا المشروع بتأهيل المباني التاريخية وتمويل جميع المشاريع المرتبطة بالحفاظ على التراث الثقافي والمعماري وتأهيله وتنميته، متسائلا في الوقت ذاته عن ماهي الوسائل الكفيلة التي بامكانها ان تجعل التراث يساهم في التنمية. ولم تفت الفرصة الاستاذ الحسين البوجدادي منسق مجموعة ” ثاوسنا ” لتوثيق الموروث الشفاهي بالريف الشرقي دون الاشارة الى الاخطار المحدقة بالتراث الثقافي في بلدنا وحصرها في التدمير والتخريب والاهمال والسرقة والتهريب الذي يطول هذا التراث، مؤكدا على ان دور الاعلام لاينبغي ان يقتصر على رصد المعالم التاريخية ووصفها، بل يجب ان يتجاوز ذلك نحو التحسيس بأهمية التراث وتنميته وكذا الى ما يطوله من إهمال وتخريب وسرقة. من جانبه تطرقت مداخلة المحجوب بنسعلي الى أهمية البرامج التلفزية في تثمين وابراز الموروث الثقافي والحضاري للمغرب، مبديا تفاؤله بمستقبل هذه البرامج الثقافية التي تسلط الضوء على التراث. وركز مصطفى الشيخي مدير الاذاعة الجهوية للحسيمة في مداخلته على أن وسائل الاعلام تقوم بدورها الكامل في رصد المعالم الأثرية ووصفها والتحسيس بأهميتها وكذا بالأخطار التي تهددها، مضيفا أن الاكراه الكبير الذي تواجهه هو عدم الاهتمام بها والاهمال الذي يطولها من قبل الجهات المسؤولة، متسائلا عن اي مسؤولية يتحملها الاعلام في هذه المعضلة. وتأتي هذه الندوة المنظمة بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة – حسب مصدر من جمعية ” ألتبريس ” في اطار تفعيل الأخيرة لبرنامجها السنوي الذي هو عبارة عن سلسلة من الندوات والأيام الدراسية التي تهم مختلف القضايا المرتبطة بالاعلام وتخدم هذا القطاع ومهنييه.
ألتبريس.







