بدأ محمد أملاح المعروف في الأوساط الكروية ب ” الروبيو ” مسيرته الكروية كغيره من لاعبي الأحياء الفقيرة، بمغازلة الكرة بأزقة الحي الذي شهد ولادته ( ظهر مسعود ) بمدينة الحسيمة، قبل أن يلتحق بفريق الصحة العمومية سنة 1971، رفقة مجموعة من اللاعبين، بعد مباراة ودية جمعت أنذاك هذا الأخير بالفريق الذي كان يمارس فيه الحارس الروبيو. ويستعيد عشاق كرة القدم بالحسيمة حركات الحارس الروبيو ومغامراته في التقاط الكرة. وكان الروبيو يتحف الجماهير بارتماءاته. احتفظ الروبيو بمكانه الأساسي داخل فريقي الصحة العمومية وشباب الريف الحسيمي لمدة تجاوزت عشرين سنة. ورغم قصر قامته، فقد تمكن من التألق، كما اجتهد في العديد من المواسم ليستعيد مكانته في الفريق، ومعها شارة العمادة. غالبا ماكانالروبيو محط انتقادات في بعض المباريات، لكنه أسكت منتقديه وهو يتألق في أكثر من مرة، ويبصم على حضور جيد في أغلب المباريات. كان الروبيو يتمتع بسرعة بديهة خارقة وقدرته على التقاط الكرات العالية وتمريرها بسرعة إلى زملائه، إضافة إلى قدرته في صد ضربات الجزاء. تلقى الروبيو أبجديات حراسة المرمى في ملاعب الأحياء، خاصة ملعب ” القشلة ” و”الصفصاف ” قبل أن ينضم في سن مبكرة إلى فريق الصحة العمومية. شكل سدا منيعا أمام مهاجمي العديد من الأندية، بتدخلاته الرائعة. وما زال العديد من عشاق شباب الريف يتذكرون تصديه لتسديدة حسن شرود الملقب ب” خينطو ” اللاعبالسالبق لهلال الناظور، مبعدا الكرة بطريقة رائعة للزاوية. وسار الروبيو على نهج الحراس الذين دافعوا على قميص الأندية الحسيمية كالمرحومين حيدوش وميمون وموح قدار. واعتبر الروبيو مباراتي فريقه شباب الريف أمام نهضة زايو سنة 1995، وأمام وداد صفرو بملعب الأخير من أحسن المباريات التي خاضها رفقة زملائه، إذ كانت تدخلاته ناجعة، أفقدت مهاجمي الفريقين التركيز داخل مربع العمليات. أما أسوأ ذكرى يحملها، فهي حين اصطدم بأحد لاعبي فريق سكك وجدة ( االشومينو ) في السبعينات، وتسبب له في كسر، ثم اعتداؤه على الحك المباركي اليماني من عصبة الشرق في أول مباراة لفريق الصحة العمومية بالقسم الثاني وكانت أمام وداد فاس بالحسيمة في شهر شتنبر من سنة 1979، ما جعل الحكم يطرده، وظل الفريق منقوص العدد وعوضه أنذاك في حراسة المرمى رشيد بنتهامي، الشيء الذي حرمه من مرافقة فريقه إلى سيدي سليمان في الدورة الثانية من البطولة.
جمال الفكيكي