يعرف الغطاء الغابوي بالمناطق الجبلية بإقليم الحسيمة، والتي تشتهر بزراعة القنب الهندي، تراجعا كبيرا، فرغم التدخلات التي ظلت محدودة في مردوديتها من أجل وضع حد للمترامين والمخربين الذين يقطعون أشجار الأرز ومكونات الغابة المحلية بغرض تحصيل مساحات أرضية جديدة لزراعتها مجددا، فإن الوضعية لاتزداد إلا سوء وسوداوية، حيث أشارت مصادرنا إلى أنه مع دخول قانون الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي 13.21 حيز التنفيذ، زاد الضغط على الغابة، وكثر التخريب، والهجوم على المجالات الطبيعية، بما فيها الفرشة المائية، والعيون، والمياه السطحية، التي توجه بشكل عشوائي، نحو سقي المزروعات المذكورة، مع ما يرافق ذلك من حفر لا عقلاني للآبار والجيوب المائية، بشكل يتنافى كليا مع سياسة ترشيد استغلال المياه التي ترفعها مؤسسات الدولة، تحت الإشراف السامي المباشر للملك محمد السادس.
وأضحت كل جبال الريف الأوسط متضررة من القطع الممنهج للأشجار، و اجتثاث الغطاء الغابوي، لتوسيع الملكيات الخاصة لذوي النفوذ وأعيان المنطقة، موازاة مع الاستحواذ على مختلف مصادر المياه السطحية و الجوفية، بكل من جماعات اساكن، كتامة، عبد الغاية السواحل، مولاي أحمد الشريف، وبني بونصار، خاصة بجبل دهدوه، وجبل تيدوين، وكذالك جبل ثذيغين، وهي الجبال التي تعتبر القمم العليا للريف ومحميات وطنية، ويستغرب الرأي العام المحلي والوطني صمت المسؤولين على كل هذه الجرائم البيئية، بدل التدخل لحمايتها من الاندثار.
محمد لمرابط. التبريس