قارب عدد من المنتخبين الفرنسيين والمغاربة، اول أمس الخميس بمقر مجلس الشيوخ في باريس، تجارب المغرب وفرنسا في مجال الانتقال البيئي.
وتميز “المنتدى الثالث للمنتخبين فرنسا-المغرب”، الذي نظم تحت شعار “الانتقال البيئي في الأقاليم الترابية: رؤى متقاطعة”، بمشاركة ثلة من الشخصيات السياسية من مختلف الانتماءات وخبراء من كلا البلدين.
وفي كلمتها بمناسبة افتتاح هذا المنتدى، الذي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيس (دائرة أوجين دولاكروا)، التي بادرت إلى تنظيم هذا الحدث، أكدت سفيرة جلالة الملك في فرنسا، سميرة سيطايل، أن هذه الجمعية رسخت نفسها ك”مركز فكري” يجسد مجموعة من القيم التي تجمع بين منتخبين من فرنسا والمغرب، يساهم كل منهم على مستواه في بناء علاقات أوثق بين البلدين.
وأشادت السيدة سيطايل بالتقدم الذي أحرزته الدائرة خلال السنوات العشر الماضية، داعية، في سياق هذه المرحلة الجديدة من العلاقات الفرنسية المغربية، إلى تجسيد قيم الحوار والتضامن والتعاون التي تشكل مصدر قوة هذه العلاقة.
من جانبها، قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في مداخلة عبر تقنية الفيديو، إن الاتفاقيات العديدة التي تم توقيعها بين البلدين خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة للمغرب، تشكل “إشارة لجيل جديد من الشراكات الاستراتيجية الأكثر طموحا وجرأة لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه فرنسا والمغرب”.
وأكدت أن المغرب يتمتع الآن بمجموعة من المزايا التنظيمية والمؤسساتية والتقنية التي تساعد على إنتاج الطاقة والإلكترونات والجزيئات التنافسية منخفضة الكربون.
وشددت الوزيرة على أن “مجالات التعاون العديدة (الهيدروجين، والطاقة الخالية من الكربون، والنجاعة الطاقية، وما إلى ذلك) بين بلدينا تهدف جميعها إلى زيادة الترابط بينا، وهي نتيجة منطقية لأهمية الروابط الإنسانية والثقافية التي تجمعنا”.
من جهتها، قالت الوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالطاقة، أولغا جيفرنيت، في مداخلة عبر تقنية الفيديو، إن العلاقات الفرنسية المغربية بلغت “مستوى جديد” بفضل زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى المغرب.
وأكدت الوزيرة الفرنسية على أن هذه الزيارة التاريخية قد عززت العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن المغرب هو الشريك الاقتصادي الأول لفرنسا في إفريقيا.
وأردفت أن “علاقة الأخوة والتبادل والتعاون التي تجمع البلدين تنعكس أيضا على الانتقال الطاقي”، مسجلة أن “هذا موضوع يجمعنا أكثر من أي وقت مضى. والأمر متروك لنا جميعا الآن للحفاظ على هذه العلاقة التاريخية”.
بدوره، أشار روجر كاروتشي، السناتور ونائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ، إلى أن المغرب “لا يمثل مستقبل شمال إفريقيا بأكمله فحسب، بل إنه يستعد أيضا ليصبح قطبا محوريا للنشاط بالنسبة للقارة الإفريقية برمتها”.
وأكد أن مسار التحديث الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المملكة خلال السنوات الأخيرة يُعد بالفعل “استثنائيا”، مشددا على ضرورة الحفاظ على “هذه العلاقة الفريدة” التي تجمع بين المغرب وفرنسا، والمبنية على الصداقة والتفاهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب رئيس (دائرة أوجين دولاكروا)، صلاح بوردي، عن سعادته بانعقاد هذه الدورة الثالثة للمنتدى بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، والتي تميزت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون، مع التركيز بشكل خاص على الانتقال البيئي.
وقال: ”إنه موضوع مهم للغاية، لأن كل ما يحدث على المستوى السياسي والاقتصادي يتمحور حول الطاقة”.
وسيناقش “المنتدى الثالث للمنتخبين فرنسا-المغرب”، الذي يتمحور حول ثلاث موائد مستديرة موضوعاتية، إنجازات البلدين في مجال الانتقال البيئي، ونماذج الانتقال الطاقي في البلدين، وجهود والتزامات الجاليات في هذا المجال.
التبريس.