خالد الزيتوني.
نظمت منظمة النساء الاتحاديات بالحسيمة ندوة مفتوحة حول التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء الراعيات للأشخاص في وضعية إعاقة وذلك مساء اليوم السبت 18 ماي الجاري، بمقر دار الشباب عبد الكريم الخطابي بالحسيمة.
وشارك في الندوة كل من السيدات سميرة الخمال فاعلة مدنية مواكبة لمراكز أطفال الثلاثي الصبغي، نعيمة اليوسفي فاعلة مدنية في مجال الإعاقة- جمعية تمكين -، ومريم الخطابي عضو المجلس الوطني لمنظمة النساء الاتحاديات، وأشرف على تسييرها سعيد الخطابي الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بالحسيمة، وحضرها نساء راعيات للأشخاص في وضعية إعاقة.
وأوضحت المتدخلات في عروضهن أن راعيات الأشخاص في وضعية إعاقة يواجهن العديد من التحديات والمعاناة اليومية، تتراوح بين الجوانب النفسية والاجتماعية والمالية، وأوضحن أن بعض من هذه المعاناة تشمل الضغوط النفسية والعاطفية، كما أشرن إلى أن التعامل اليومي مع احتياجات أفراد الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن يكون مرهقًا نفسيًا وعاطفيًا، ويشعر الأهل بالإرهاق، القلق، والإحباط بسبب المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم.
ومن ناحية أخرى قالت المتدخلات أن الراعيات غالبا ما يواجهن مشاكل مالية، وأوضحن أن رعاية الأشخاص في وضعية إعاقة يتطلب تكاليف مالية كبيرة، سواء كانت تتعلق بالعلاج، الأجهزة المساعدة، التعليم الخاص، أو التنقلات، وهي التكاليف التي يمكن أن تضع عبئًا ماليًا ثقيلًا على العائلات، بالإضافة إلى العزلة بسبب الصعوبات في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية العادية، ” حيث ذكرن على سبيل المثال لا الحصر ” أنه من الصعب إيجاد الوقت أو الموارد للانخراط في الأنشطة الاجتماعية، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة.
كما تعاني الراعيات لهذه الفئة نقصًا في الدعم والخدمات المتاحة، سواء من الحكومة أو المجتمع، علاوة على التحديات التعليمية في توفير التعليم المناسب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث المدارس غير مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال، مما يضع عبئًا إضافيًا على العائلات، كما أن توزيع الوقت بين رعاية الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية احتياجات بقية أفراد الأسرة يكون صعبًا للغاية، مما يؤدي إلى ضغوط إضافية على الأهل، هذه التحديات تتطلب دعمًا مستمرًا من المجتمع والحكومة لتوفير الرعاية اللازمة والخدمات الملائمة لتحسين نوعية حياة ذوي الإعاقة وعائلاتهم.
وأوصى المشاركات في هذه الندوة بتشجيع الراعيات للأشخاص في وضعية إعاقة على الاندماج المجتمعي، من خلال مشاركتهن في الأنشطة المجتمعية والمدرسية لتعزيز الشعور بالانتماء، وتنظيم جدول يومي يتضمن وقتًا للرعاية ووقتًا للراحة الشخصية، والاستفادة من الخدمات المجتمعية التي توفر الدعم المؤقت للرعاية، والاطلاع على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والقوانين المحلية والدولية التي تحميهم وتوسيع الاستفادة من الخدمات الحكومية والمجتمعية المتاحة.
وأوصى المشاركون في نفس المناسبة بتقديم إعانات مالية أو رواتب شهرية مخصصة لراعيات الأشخاص ذوي الإعاقة لتخفيف العبء المالي عليهن، وتوفير برامج تدريبية وورش عمل لتحسين مهارات الرعاية وإدارة الوقت، بالإضافة إلى تقديم فرص للتعليم المستمر في مجالات مختلفة، وتشجيع الشركات والمؤسسات على تبني سياسات العمل المرن والعمل من المنزل، مما يتيح لراعيات الأشخاص ذوي الإعاقة تحقيق التوازن بين العمل والرعاية، وإنشاء مراكز رعاية مؤقتة أو خدمات رعاية منزلية بديلة لتوفير فترات راحة للراعيات، وتعميمها على البوادي، وكذلك ضمان توفر خدمات صحية واجتماعية وتعليمية مخصصة، مع تبسيط الإجراءات للحصول على هذه الخدمات، وإطلاق حملات توعية لتعزيز الفهم العام للتحديات التي تواجهها راعيات الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز ثقافة الدعم المجتمعي.
وأوصى المشاركون كذلك بتحقيق تحسينات ملموسة في حياة راعيات الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان دعم اقتصادي مستدام لهن، وتأهيل المراكز الحاضنة لهذه الفئة، ودعمها ماديا وبشريا، وتعميمها بالعالم القروي، واعتبار الخدمات التي تقدمها الراعيات للأشخاص في وضعية إعاقة عملا مؤدى عنه، وتعزيز التعاون مع المجتمع المدني لتقديم الدعم اللازم والتوعية بالقضايا المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة وراعياتهم.