قضت غرفة الجنايات الاستئنافية للأموال بالرباط في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي بإدانة الرئيس المدير العام السابق للبنك الوطني للإنماء الاقتصادي، المتقاعد حاليًا، في قضية تبديد واختلاس 20 مليار سنتيم. وحكمت عليه بسنة حبس نافذة، وسنة أخرى موقوفة التنفيذ، وغرامة قدرها 15 مليون سنتيم، مع إلزامه بأداء تعويض مالي لصالح المطالب بالحق المدني يبلغ 14,5 مليار سنتيم.
وكان رئيس وأعضاء المجلس الإداري للبنك قد تقدموا، في ماي 2004، بشكاية لوزير العدل بناءً على تقرير أعدته المفتشية العامة لوزارة المالية، والذي أظهر وجود اختلاسات مالية كبيرة, هذه الاختلاسات شملت عمليات عقارية مشبوهة، وإسناد صفقات عمومية بطرق مخالفة للقوانين، ومنح قروض دون ضمانات كافية لاسترجاعها، والتنازل عن قروض دون موافقة أعضاء المجلس الإداري، ما تسبب في خسائر مالية جسيمة للمؤسسة البنكية، وقدرت التعويضات المطلوبة حينها بـ200 مليون درهم.
وفي يوليوز 2010، قضت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال ببراءة المدير العام ومن معه، ورفضت مؤاخذتهم بالتهم المنسوبة إليهم، غير أن النيابة العامة التمست إلغاء الحكم وإدانتهم، مع مصادرة ممتلكاتهم لفائدة خزينة الدولة، فيما طالب دفاع المطالب بالحق المدني بإرجاع المبلغ المختلس كاملاً.
وفي المرحلة الاستئنافية، بتاريخ مارس 2013، أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط حكمًا بإدانة المدير العام وأحد زبناء البنك بتهم اختلاس وتبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ. وحكم عليهما بأربع سنوات حبسًا نافذًا، وغرامة مالية قدرها 60 ألف درهم لكل منهما، مع إلزامهما بأداء تعويضات إجمالية بلغت 200 مليون درهم عن المدير العام، و100 مليون درهم عن المتهم الثاني، مع مصادرة ممتلكاتهما وأصولهما في حدود المبالغ المحكوم بها.
هذا، وتم الطعن في هذا الحكم لدى محكمة النقض، التي قررت سنة 2016 إحالة الملف مجددًا على قسم جرائم الأموال بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، لإعادة النظر فيه.
متابعة.